الهداية فى الخلق ، والهداية الى الحق . وكل انسان الزمناه طائره فى عنقه
دار فى اذهان الكثيرين مفهوم
الهدايه ( ربى الذى خلق كل شيء ثم هدى ) وترك سؤال حول مفهوم ( هدايه الله ) ( لولا ان
هدانا لهذا ) واقول هناك فرق بين
الهداية فى الخلق ، والهداية الى الحق .
الهداية فى الخلق ، هى المرتبطة بالطبيعة والغريزة، والتى بها يسير نظام الكون ومجراته
وذراته ، وتسير بها الكائنات الحية الى أن تموت. عن هذه الهداية الطبيعية فى الخلق يقول
تعالى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍخَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) ويلاحظ هنا ارتباط الخلق بالهداية
ويقول جل وعلا سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) وهنا ارتباط
الهداية بالخلق والتقدير الالهى. ا شاء الهدى هداه الله جل وعلا إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء( يشاء من الناس ).ولذلك لم تتحقق أمنية نوح فى هداية إبنه
وزوجته،ولم يؤمن آزر والد ابراهيم ولم تؤمن زوجة لوط ، ولم يؤمن ابو لهب، بينما آمنت
زوجة فرعون كل منهم (شاء )،وهو مسئول عن مشيئته.
ذلك شرع الله جل وعلا فى الدنيا والاخرة لكى يكون المسلمون خير أمة أخرجت للناس
وما نفهمه من الآيات المتشابهة فى ضوء الآيات المحكمة السابقة فى تأكيد حرية الانسان
والمسئولية الفردية وبعد هذه المشيئة الالهية فى أن يكون البشر أحرارا فى القول والفعل
والاعتقاد نأتى الى هذه الدائرة الحرة فى مشيئة الهدى والضلال ، لنجدها تتعلق أولا
وأساسا باختيار البشر ، يليها مباشرة المشيئة الالهية بالتأكيد الالهى على ما اختاره كل فرد
لنفسه ،إن هدى وإن ضلالا .
وبهذا نفهم ـ مثلا ـ قوله جل وعلا : (وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء
وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
(وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِمَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ
مُّسْتَقِيمٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً (؟؟؟؟؟؟) وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ ( من الناس ) فِي
رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ).
هدايه الله هى التى جعلت أجهزة الجسد تعمل وفقا للهداية الطبيعية من القلب الى المخ
والأجهزة الأخرى فى التنفس والهضم والتناسل والاخراج ،وكذلك بقية الكائنات الحية
على اختلاف فى قدراتها. وبينما لا تعرف بقية الكائنات الحية سوى الهداية الطبيعية فإن
البشر مزيج من الهداية فى الخلق والهداية للحق بما فضلهم الله تعالى بحمل الأمانة وهى
التكليف الدينى فى العقيدة والعبادة والأخلاق.وهو إختبار يقوم على حرية الاختبار، أى
حرية البشر ومشيئتهم المطلقة فى الطاعة والمعصية ، ومسئوليتهم أمام الله تعالى يوم
الحساب عن اختيارهم ومشيئتهم. بتعبير آخر فالانسان جسد ونفس . يسرى على
الجسد هداية الخلق،أما النفس فقد خلقها الله جل حرة فى الاختيار بين الشر أو للخير
والمفلح منّا يوم القيامة هو من نهى النفس عن الهوى وجاء ربه بقلب سليم أو بنفس
مطمئنة فالنفس البشرية مخلوقة حرة المشيئة ، ولا جدال فى هذافكل منا يرى فى نفسه
حرية القول والفعل
وحرية الايمان وحرية الكفر، وحرية الطاعة والمعصية. وما يكتبه البشر وما يفعلونه يعكس
هذه الحرية،وخير دليل هو الحوار بيننا والحوار الذى يجريه رب العزة فى القرآن الكريم مع
البشر ، ولو كانوا مجبرين ما كان هناك حوار .كما إن ارسال الرسل وإنزال الكتب السماوية
أبرز دليل على حرية البشر ، ولو كانوا مجبولين على الطاعة ما احتاجوا الى ذلك ، فلم
يرسل الله تعالى رسلا الى الحيوانات والجمادات ، ولكن ارسلهم الينا لأننا أصحاب المشيئة
فى الهدى أوالضلال.
يقول جل وعلا وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا وَلِلَّهِ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ؟ !!!!!!
هذا تحذير نزل مسبقا فى هذه الدنيا لينذر من كان حيا،جاء للسابقين،وهو يخاطبنا
الان،وسيخاطب اللاحقين . وللبشر مطلق الحرية فى الطاعة أوالعصيان ، ومن يمت منهم
على كفره وعصيانه دون توبة مقبوله فالعدل يقتضى مجازاته بعمله ، ومن شاء الهداية والتوبة
الحقة فالعدل يقتضى أن يغفر الله تعالى له.ومن الظلم أن يتساوى هذا بذاك .
(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا
مُّبِينًا رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ) هنا دعوة
لقول الحق والتحذير من الشيطان ،مع التأكيد على أنه جل وعلا هو الأعلم بمن تاب،ومن
نافق ومن يعصى سرا، ومن تم إكراهه على عمل السوء،وبناء على علمه سيعذب من شاء
الضلال وسيرحم من شاء الهداية،وهو جل وعلا فى رحمته أو عذابه لا يفعل إلا عدلا.
ونفس الحال مع قوله جل وعلا :(وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ
لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
والمقصود او تخفوه ( هو العلم بالسر قبل ان يكون سر )
ثم يقول جل وعلا ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي
الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) هنا أمر
باخلاص الدعاء لله تعالى ، ونهى عن الفساد والاعتداء، والذى يطيع سيكون محسنا
قريبا منه رحمة الله ، وفى أمن من عذاب الله جل وعلا.
بهذه الهداية ( هدايه الله ) يدور الالكترون حول الذرة وتدور الأجرام السماوية حول مركز
كل منها ، وتتفاعل العناصر الكيمائية ، وتتكاثر الحيوانات وتسعى للرزق وتتعايش
وتتصارع وتموت. بهذه الهداية يسعى الحيوان المنوى ليلتصق بالبويضة ، ويخرج المولود
ليلتقم ثدى أمه.وبتلك الهداية أيضا تتحرك وسائل المناعة الطبيعية بمختلف أنواعها لتدافع
عن الجسد ، وفى المقابل تاتى أوامر لبعض الخلايا أن تتكاثر عشوائيا فيحدث السرطان ،أو
تاتى أوامر لبعض البيكتريا فى الهواء أو على الجلد لتغزو الجسد فيصاب الانسان بالكبد
الوبائى وغيره. نحن محاطون بما نعرف وبما لا نعرف من جنود الله جل وعلا وَمَا يَعْلَمُ
جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُو.
فعندما نقول ان هذا هداه الله وهذا لم يريد له الهدايه فهو ظلم بين لا ينكره عاقل
تعالى ربى رب العزه عما يصفون
ونرى الآيات المحكمات ( القرءان ) فى قواعد الهداية والضلال بين الحرية والعدل
شهادة الاسلام يوصف فيها الله جل وعلا بالقيام بالقسط (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَوَالْمَلائِكَةُ
وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
وإقامة القسط هى السبب فى ارسال الرسل وإنزال الكتب السماوية
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْط
وتكرر فى القرآن أمر الله تعالى لنا نحن البشر بالقسط قبل أمره باخلاص العقيدة لله تعالى
(قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
[size=21]((قل هو الله أحد))[/size]
[size=16]بفضلها يارب لاتكلني إلى أحد[/size]
[size=21]ولاتحوجني إلى أحد[/size]
وأغنني يارب عن كل أحد
يامن إليه المستند وعليه المعتمد
عاليا على العلا فوق العلا فردًًًًًًًًًًًًًًًًًً صمدًًًًًًًًًًًًًًًًً
مع أطيب تمنياتي
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه