من الدروس النبوية التي على المسلمين أن يستحضروها دائما
قصة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم..
أسامة بن زيد الذي بعثه على رأس جيش فيه كبار الصحابة
وهو لم يزل في ريعان الصبا ومقتبل الشباب
ولم يمنعه ذلك من تسلم زمام القيادة
وبتوجيه نبوي كريم، وضع أساسا لما يجب أن يكون عليه التعامل مع الصغار
احتراما لنبوغهم المبكر، وتقديرا لإقدامهم وشجاعتهم
وقد أظهر أسامة مثل هذه الشجاعة في انضمامـه لجيش أبيه في معـركة مؤتة
قبل أن يعقـد له لـواء أمارة جيش المســـلمين.
وأسامة بن زيد الصحابي الجليل هو مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وابن مولا، وأمه أم أيمن بركة، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته
وكان يحبه حباً جماً. ولد بمكة وهاجر مع والديه إلى المدينة.
شهد بعض المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما شهد غزوة مؤتة.
تحت قيادة والده زيد بن حارثة حيث استشهد فيها زيد رضي الله عنه.
فأمَّره رسول صلى الله عليه وسلم
على جيش فيه أبو بكر وعمر
قبل أن يبلغ العشرين من عمره ووجهه إلى الروم بالشام
فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون
وكان ذلك في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم الأخير
فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة
وقد سمع ما قال الناس في إمرة غلام صغير على كبار القوم من المهاجرين والأنصار
فقال صلى الله عليه وسلم:
(أيها الناس، أنفذوا بعث أسامة
فلعمري لئن قلتم في إمارته..
لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله
وإنه لخليق بالإمارة
وإن كان أبوه لخليقا لهافأسرع الناس في جهازهم، وخرج أسامة على رأس الجيش
وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى
وتولى أبو بكر الخلافة
وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال:
(ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له:
(يا خليفة رسول الله.. لتركبن أو لأنزلن)
فرد أبوبكر:
( والله لا تنزل ووالله لا أركب، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة )؟
ثم استأذنه في أن يبقي إلى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له:
(إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل) ففعل.
وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم، وعاد الجيش بلا ضحايا
وقال المسلمون عنه:
(ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة).
ورغم ما في هذا التوجيه النبوي الكريم من عبر وعظات
على المستوى التربوي والأخلاقي
لا زالت نظرة بعض الناس بمن فيهم بعض المثقفين وحتى كبار السن والمشايخ
يستنكرون إقدام الفتى أو الفتاة على خوض غمار التجربة الهادفة
وولوج أبواب الإقدام الجريء، الذي يدل على الشجاعة الأدبية
والثقة المبكرة بالنفس، والطموح للوقوف في الصفوف الأولى مع الكبار
ومزاحمتهم عن جدارة في تسلم زمام الأمور
ومثل هذه المواقف من صغار السن
من فتيان وفتيات لابد أن يقابل بالتشجيع وليس بالقمع
وبالتأييد وليس بالرفض، وبالتوجيه وليس بالاستنكار
وكثيرون أولئك الصغار الذين أثبتوا عبقرية
عجز الكبار عن الإتيان بمثلهاومثل هذه العبقرية بأمس الحاجة لأجواء تساعدها
على الإبداع والمضي في طريق التفوق
لا أن توضع أمامها العراقيل، ويستنكر حقها في ممارسة طموحها
وما أكثر الملكات التي تقبر، والمواهب التي تموت.. نتيجة القمعأو نتيجة عدم توفر المناخات التي تساعدها على التطور والنمو وإثبات الذات؟
كل ذلك بفعل الجهل أو التجاهل لحقيقة أن النبوغ لا يعرف السن
وأن العبقرية تتجاوز مقاييس العمر، وهي وإن أتت مبكرة
أو حتى.. متأخرة فإن العبرة فيما تقدمه لمجتمعها من ريادة، وللإنسانية من إنجاز
وللتاريخ من قدوة يمكن أن تستفيد منها الأجيال.
وهل هناك عبقرية أكبر من قيادة جيش المسلمين، والعودة به منتصرا؟.
إن العبقرية لا ترتبط بسن معينة
وما أكثر الرجال والنساء الذين يملأون الدنيا ضجيجا وادعاء
دون أن يقدموا شيئا لمجتمعاتهم ولأوطانهم ولأمتهم
وإذا قدموا ظنوا أنهم أتوا بما لم تسطعه الأوائل
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه