الحكمة من خلق الإنسان وحقيقة الحياة الدنيا
سبحان من خلق الخلق
سبحان من رتب الكون
سبحان من جعل لكل شىء قدرا وحكمه
خلق الله الإنسان لحكمة ولم يخلقه عبثا
إن الخالق الحكيم قد خلق الإنسان لحكمة بينها في كتابه ،
قال تعالى:﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ (المؤمنون:115-116).
شهادة علم وظائف الأعضاء
وهذا علم وظائف الأعضاء ––
يقدم الدليل المشاهد على أن كل عضو في جسم الإنسان ،
بل كل خلية ونسيج قد خلقه الله لحكمة محددة تختلف عن حكمة ووظيفة بقية الأعضاء والأنسجة .
كما يشهد علم وظائف الأعضاء بأن الحكمة من الخلايا والأنسجة والأعضاء مرتبطة بالكيان كله . فالخلايا تتكامل فيما بينهما لتكوين النسيج .
والأنسجة تتكامل لتكوين العضو .
والأعضاء تتكامل لتكوين الجهاز .
والأجهزة تتكامل لتكوين الكيان الإنساني .
·وأن الله ما أحكم خلق الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة إلا من أجل أن تتكامل في وظائفها لتكوين الإنسان *
إذن فالإنسان محكم في خلقه وتكوينه ، من أجل حكمة أرادها خالقه سبحانه.
سبحان من خلق الخلق
سبحان من رتب الكون
سبحان من جعل لكل شىء قدرا وحكمه
خلق الله الإنسان لحكمة ولم يخلقه عبثا
إن الخالق الحكيم قد خلق الإنسان لحكمة بينها في كتابه ،
قال تعالى:﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ (المؤمنون:115-116).
شهادة علم وظائف الأعضاء
وهذا علم وظائف الأعضاء ––
يقدم الدليل المشاهد على أن كل عضو في جسم الإنسان ،
بل كل خلية ونسيج قد خلقه الله لحكمة محددة تختلف عن حكمة ووظيفة بقية الأعضاء والأنسجة .
كما يشهد علم وظائف الأعضاء بأن الحكمة من الخلايا والأنسجة والأعضاء مرتبطة بالكيان كله . فالخلايا تتكامل فيما بينهما لتكوين النسيج .
والأنسجة تتكامل لتكوين العضو .
والأعضاء تتكامل لتكوين الجهاز .
والأجهزة تتكامل لتكوين الكيان الإنساني .
·وأن الله ما أحكم خلق الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة إلا من أجل أن تتكامل في وظائفها لتكوين الإنسان *
إذن فالإنسان محكم في خلقه وتكوينه ، من أجل حكمة أرادها خالقه سبحانه.
الحكمة التي خلق من أجلها الإنسان واحدة لجميع البشر:
من المعلوم في علم وظائف الأعضاء أن التركيب الواحد الثابت للخلية أو النسيج أو العضو أو الجهاز يحتم وحدة وظيفته وثبوتها ، والاختلاف في التركيب يؤدي إلى اختلاف الوظيفة .
وبالتالي فلابد أن تكون الحكمة من خلق البشر كلهم واحدة ،
لأن تركيبة عيني إنسان فقير هي نفس تركيبة عيني إنسان غني ، وإن تركيبة عيني رئيس هي نفس تركيبة عيني أي مرؤوس ، وهي نفس تركيبة عيني عالم أو جاهل ، سواء كان ذلك في زمننا الحاضر، أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو في زمن موسى أو في زمن آدم عليهما السلام. فالحكمة من كل جزء من أجزاء الإنسان واحدة في الجنس الإنساني بأكمله على اختلاف الزمان والمكان.
كما أن التركيب الإنساني الجسدي والنفسي والروحي والعقلي واحد لم يتغير في الجنس البشري على اختلاف الزمان والمكان ، والفطرة البشرية واحدة لم تتغير في بنى الإنسان.
إذن لابد أن تكون الحكمة من خلقهم واحدة ولا تتعلق بزمان أو مكان ، أو جاه أو غنىً أو فقر أو علم أو جهل ،
وإنما تتعلق بأصل الفطرة الإنسانية والتركيب الإنساني،
قال تعالى ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:30).
فمن توهم أنه خلق من أجل أن يؤدي حرفة أو وظيفة فيعيش بها ولها فقد أخطأ ؛ لأن وظائف الناس وحرفهم الحكومية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها مختلفة ومتعددة بينما خلقتهم واحدة ، فلابد أن تكون هناك حكمةواحدةمن خلقهم جميعاً.ولوخلق الناس لحكم متعددة،لكانت خلقتهم متعددةتبعاً لاختلاف تلك الحكم.
الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة
إن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة معاً ،
لذلك فهي تخفي على الذين يقصرون أنظارهم على الحياة الدنيا. فلقد كنا قبل مائة عام في عالم الغيب ، وسنكون بعد مائة عام في عالم الغيب مرة أخرى،
وكذلك الأجيال من قبلنا ، ومن بعدنا تعبر على هذه الأرض ولا تدوم لها حياة عليها .وكما عبرنا في أرحام الأمهات طوراً بعد طور حتى نزلنا في هذه الدنيا ،
فإننا نعبر في هذه الدنيا إلى الآخرة طوراً بعد طور من الطفولة وحتى الشيخوخة.
ولا يستطيع الإنسان أن يفهم الحكمة من وجوده في طور الحياة الدنيا إذا لم يعرف الطور السابق لها وكذا اللاحق بعدها . وما سبق الحياة الدنيا غيب ، وما يأتي بعدها غيب آخر ،
والذين قصروا أنظارهم على مرحلة الحياة الدنيا ، وتوهموا للحياة البشرية أهدافاً مقصورة على الدنيا أصيبوا بالخيبة والحيرة وتحطمت كل فلسفاتهم على صخرة الموت .
فالذين زعموا أن الحكمة من خلق الإنسان هي :
الحياة. العمل. المتعة واللذة. بناء الحضارة. أو الصراع من أجل الأحسن !
نقول لهم : إذا كانت الحكمة من خلق الإنسان ما ذكرتم :
· فلم الموت بعد الحياة ؟!
· ولم العجز عن العمل بعد القدرة، ولم الموت ؟!
· ولم الكدر بعد المتعة ، ولم الموت ؟!
· ولم الانتكاسة إلى الأسوأ، ولم الموت ؟!
فهم كما قال تعالى : ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ (الروم:7).
إن الحكمة من خلق الإنسان في الحياة الدنيا لا تعلم إلا بمعرفة ما قبلها وما بعدها وذلك الأمر لا يعلمه إلا الله .الحكمة من خلق الإنسان لا تعلم إلا من الخالق سبحانه
إن الحكمة من أي مصنوع تكون مخفية في نفس الصانع ، ولا تعلم إلا بتعليم منه ، أو ممن تعلم منه .
ولقد أرسل الله رسله إلينا لتعليمنا ما نجهل ، وأيدهم بالبينات والمعجزات ،
وخلق لنا أدوات للعلم من سمع وبصر وفؤاد لنكتسب بها العلم .فإذا تعلمنا ما غاب عنا ممن أرسلهم الله إلينا ،
عرفنا الهدى وخرجنا من حياة التيه والعمى التي يحياها الكافرون إلى حياة النور والهدى ،
قال تعالى : ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ(15)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)﴾ (المائدة:15-16).
وبهذا الهدى تعلمنا من خالقنا سبحانه أنه قسم حياتنا إلى قسمين :
1) الحياة الدنيا ، وهي دار الابتلاء فيما استخلفنا الله عليه .
2) الحياة الآخرة وهي دار الجزاء.
وأعلمنا أن الموت هو الانتقال من دار الابتلاء إلى دار الجزاء.
الحياة الدنيا دار استخلاف
إذا تأملنا في موقف الإنسان على الأرض وجدناه موقف المستخلف عليها من قبل مالكها ؛ لأن الإنسان لم يخلق شيئاً على هذه الأرض مما ينتفع به ويستخدمه أو مما هو مسخر لمنفعته ومصلحته، قال تعالى﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾(البقرة:29).
بل إن الإنسان لا يملك من نفسه شيئاً ، لا يملك يده ولا لسانه ولا عينه ولا رجله ولا يملك عرقاً ولا عظماً ولا جلداً ولا لحماً ولا عصباً ولا حتى قطرة دم لأنه لم يخلق من ذلك شيئاً ،
قال تعالى : ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ(57)أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ(58)ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ(59)﴾ (الواقعة:57-59).
وقال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ (الطور:35).
ومع أن الإنسان لا يملك شيئاً من نفسه ولا مما حوله فهو من الناحية العملية يتصرف وكأنه المالك ،
فقد أعطي من الصلاحيات والقدرات والإمكانيات ما جعله يسخر كل شئ في الأرض لمصلحته ، وينتفع بالقوى والخيرات وغيرها من المخلوقات حتى سمي الإنسان (سيد الأرض)
قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ (الجاثية:13).
ومن الواضح أن هذه المنزلة التي للإنسان لم تكن له إلا بما يأتي :
1) بما أودع الله فيه من طاقات ومواهب وكفايات .
2) بتسخير ما في الأرض جميعاً له .
3) بعدم خلق من ينافسه أو يتغلب عليه ويستضعفه.
وإذن فمنزلة الإنسان في هذه الأرض بمنزلة المالك لما فيها ،
مع أنه لم يخلق منها شيئاً فهو إذن مستخلف عليها من قبل مالكها الحق ومالك الإنسان.
قال تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة:30).
وقال تعالى ﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (النمل:62).
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:165).
ومع أن الإنسان مستخلف في الأرض ، فهو في نفسه خاضع ومحكوم بما قدر الله له وعليه.
فلا يملك أن يختار أبويه أو جنسه (ذكراً كان أو أنثى) أو صورته أو عمره أو زمانه أو مكان ولادته أو موته أو مواهبه أو مجتمعه أو أبناءه . ويخرج الإنسان من الدنيا كما دخل إليها وقد سلم الودائع جميعاً ، وترك كل ما كان يحرص عليه. فالإنسان عبد مستخلف على الأرض بتقدير سيده ومالكه خالقه وخالق كل شئ.
الأرض دار ابتلاء وامتحان للإنسان
يستخلف الخالق سبحانه الإنسان على هذه الأرض لمدة محدودة، وأجل معلوم، لمعرفة طاعته من معصيته، ولتمييز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي ، حتى يكون الجزاء في الآخرة على ما قدم الإنسان من عمل فيالدنيا . ألست ترى أن الذي خلقك أخرجك إلى الدنيا وأنت لا تملك شيئاً ثم وهب لك ما شاء من المواهب، والأموال، والأولاد، والعلم، والجاه. ثم يسترد بالموت كل الودائع، وتخرج من الدنيا كما دخلت إليها، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾(الأنعام:94).
فتأمـل :كل ما أعطاك الله إياه لم يرد منه التمليك الدائم لك ؛ لأنه يسترد منك الذي أعطاك. وعندما أخذ الله منك ما أعطاك لم يرد سلبك لأنه الذي أعطاك أول مرة. وإذن فالامتحان والاختبار هو المراد من التمليك المؤقت لما أعطاك ربك. وجعل كل ما في الدنيا أداة من أدوات الامتحان .ولأن الامتحان هو المقصود من الحياة فإن الله لم يرغم الناس على عبادته بل استخلفهم على الأرض ، وأرسل إليهم رسلاً ورسالات، وطلب منهم أن يخضعوا لأمره ، وأن يطيعوه ويعبدوه باختيارهم، في المهلة المعطاة لهم على الأرض.
قال تعالى ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… ﴾ (الكهف:29).
كيف يتحقق الامتحان
لقد زين الله في أنظارنا الدنيا الفانية، وزين لنا في كتابه وسنة نبيه الآخرة الباقية كي يتحقق الامتحان لإيماننا.
قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ (القصص:60). و
عرفنا أن كل ما في الأرض فانٍ لا يدوم ولا قيمة له وأنه قد غر من قبلنا فتصارعوا عليه، ثم تركوه مرغمين
قال تعالى ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (العنكبوت:64).
وقال تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾(الحديد:20
وقال تعالى : ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ(26)وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ(27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ(28)فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ(29)﴾ (الدخان:25-29).
وإذا استعرضت حياتك وجدت صدق هذه الحقيقة المبينة لحقيقة الدنيا ،
فكل ما مضى من حياتك لا قيمة له عند موتك، ولا يبقى منه إلا عملك الصالح،
وما هي إلا سنوات حتى تكتشف هذه الحقيقة في حياتك بأكملها، بل في حياة جيلك كله، بل ستجدها واضحة في الحياة البشرية كلها.
قال تعالى : ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ… ﴾ (الأحقاف:35).
نتيجة الامتحان
فمن كان إيمانه قوياً، وخوفه من ربه عظيماً، سلك لجمع الدنيا طريق ربه، واتبع هدى خالقه، وقاوم الهوى ووسوسة الشيطان، ولم ينخدع بزينة الدنيا فذلك هو الامتحان والنجاح والنجاة من النار والفوز بالجنة.
قال تعالى:﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران:185).
ومن أبى وعصى، فقد ظل وغوى، وفي النار هوى،
قال تعالى: ﴿ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(25)فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(26)﴾ (الزمر:25-26).
وأما إن كان ضعيف الإيمان، لا يخاف ربه فإن بريق الدنيا يخدعه ، وينطلق لجمع ما في الدنيا من متاع وزينة بأي وسيلة أو طريق، بقتل أو تدمير أو تخريب، بحيلة أو خديعة، معرضاً عن هدى خالقه وهداه، وبهذا يظهر كفره أو فسقه فذلك هو الامتحان والفشل فيه،
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَاتِنَا غَافِلُونَ(7)أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(﴾ (يونس:7-. وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى(37)وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39)﴾(النازعات:37-39)
وقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾(إبراهيم:3)
وقال تعالى ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ (الأعراف:51).
وهكذا
نجد ماعملنا حاضرا
ومسجلا بكل دقه
فلنعمل لهذا اليوم الذى تنقطع به سبلنا الى الاعمال
ونحاسب عما مضى من عمر وآجااال
اللهم احسن خواتيم أعمالنا
وأحيينا وأمتنا على قول لااله الا الله
وأجعلنا فى معية نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
من المعلوم في علم وظائف الأعضاء أن التركيب الواحد الثابت للخلية أو النسيج أو العضو أو الجهاز يحتم وحدة وظيفته وثبوتها ، والاختلاف في التركيب يؤدي إلى اختلاف الوظيفة .
وبالتالي فلابد أن تكون الحكمة من خلق البشر كلهم واحدة ،
لأن تركيبة عيني إنسان فقير هي نفس تركيبة عيني إنسان غني ، وإن تركيبة عيني رئيس هي نفس تركيبة عيني أي مرؤوس ، وهي نفس تركيبة عيني عالم أو جاهل ، سواء كان ذلك في زمننا الحاضر، أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو في زمن موسى أو في زمن آدم عليهما السلام. فالحكمة من كل جزء من أجزاء الإنسان واحدة في الجنس الإنساني بأكمله على اختلاف الزمان والمكان.
كما أن التركيب الإنساني الجسدي والنفسي والروحي والعقلي واحد لم يتغير في الجنس البشري على اختلاف الزمان والمكان ، والفطرة البشرية واحدة لم تتغير في بنى الإنسان.
إذن لابد أن تكون الحكمة من خلقهم واحدة ولا تتعلق بزمان أو مكان ، أو جاه أو غنىً أو فقر أو علم أو جهل ،
وإنما تتعلق بأصل الفطرة الإنسانية والتركيب الإنساني،
قال تعالى ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:30).
فمن توهم أنه خلق من أجل أن يؤدي حرفة أو وظيفة فيعيش بها ولها فقد أخطأ ؛ لأن وظائف الناس وحرفهم الحكومية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها مختلفة ومتعددة بينما خلقتهم واحدة ، فلابد أن تكون هناك حكمةواحدةمن خلقهم جميعاً.ولوخلق الناس لحكم متعددة،لكانت خلقتهم متعددةتبعاً لاختلاف تلك الحكم.
الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة
إن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة معاً ،
لذلك فهي تخفي على الذين يقصرون أنظارهم على الحياة الدنيا. فلقد كنا قبل مائة عام في عالم الغيب ، وسنكون بعد مائة عام في عالم الغيب مرة أخرى،
وكذلك الأجيال من قبلنا ، ومن بعدنا تعبر على هذه الأرض ولا تدوم لها حياة عليها .وكما عبرنا في أرحام الأمهات طوراً بعد طور حتى نزلنا في هذه الدنيا ،
فإننا نعبر في هذه الدنيا إلى الآخرة طوراً بعد طور من الطفولة وحتى الشيخوخة.
ولا يستطيع الإنسان أن يفهم الحكمة من وجوده في طور الحياة الدنيا إذا لم يعرف الطور السابق لها وكذا اللاحق بعدها . وما سبق الحياة الدنيا غيب ، وما يأتي بعدها غيب آخر ،
والذين قصروا أنظارهم على مرحلة الحياة الدنيا ، وتوهموا للحياة البشرية أهدافاً مقصورة على الدنيا أصيبوا بالخيبة والحيرة وتحطمت كل فلسفاتهم على صخرة الموت .
فالذين زعموا أن الحكمة من خلق الإنسان هي :
الحياة. العمل. المتعة واللذة. بناء الحضارة. أو الصراع من أجل الأحسن !
نقول لهم : إذا كانت الحكمة من خلق الإنسان ما ذكرتم :
· فلم الموت بعد الحياة ؟!
· ولم العجز عن العمل بعد القدرة، ولم الموت ؟!
· ولم الكدر بعد المتعة ، ولم الموت ؟!
· ولم الانتكاسة إلى الأسوأ، ولم الموت ؟!
فهم كما قال تعالى : ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ (الروم:7).
إن الحكمة من خلق الإنسان في الحياة الدنيا لا تعلم إلا بمعرفة ما قبلها وما بعدها وذلك الأمر لا يعلمه إلا الله .الحكمة من خلق الإنسان لا تعلم إلا من الخالق سبحانه
إن الحكمة من أي مصنوع تكون مخفية في نفس الصانع ، ولا تعلم إلا بتعليم منه ، أو ممن تعلم منه .
ولقد أرسل الله رسله إلينا لتعليمنا ما نجهل ، وأيدهم بالبينات والمعجزات ،
وخلق لنا أدوات للعلم من سمع وبصر وفؤاد لنكتسب بها العلم .فإذا تعلمنا ما غاب عنا ممن أرسلهم الله إلينا ،
عرفنا الهدى وخرجنا من حياة التيه والعمى التي يحياها الكافرون إلى حياة النور والهدى ،
قال تعالى : ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ(15)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)﴾ (المائدة:15-16).
وبهذا الهدى تعلمنا من خالقنا سبحانه أنه قسم حياتنا إلى قسمين :
1) الحياة الدنيا ، وهي دار الابتلاء فيما استخلفنا الله عليه .
2) الحياة الآخرة وهي دار الجزاء.
وأعلمنا أن الموت هو الانتقال من دار الابتلاء إلى دار الجزاء.
الحياة الدنيا دار استخلاف
إذا تأملنا في موقف الإنسان على الأرض وجدناه موقف المستخلف عليها من قبل مالكها ؛ لأن الإنسان لم يخلق شيئاً على هذه الأرض مما ينتفع به ويستخدمه أو مما هو مسخر لمنفعته ومصلحته، قال تعالى﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾(البقرة:29).
بل إن الإنسان لا يملك من نفسه شيئاً ، لا يملك يده ولا لسانه ولا عينه ولا رجله ولا يملك عرقاً ولا عظماً ولا جلداً ولا لحماً ولا عصباً ولا حتى قطرة دم لأنه لم يخلق من ذلك شيئاً ،
قال تعالى : ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ(57)أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ(58)ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ(59)﴾ (الواقعة:57-59).
وقال تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ (الطور:35).
ومع أن الإنسان لا يملك شيئاً من نفسه ولا مما حوله فهو من الناحية العملية يتصرف وكأنه المالك ،
فقد أعطي من الصلاحيات والقدرات والإمكانيات ما جعله يسخر كل شئ في الأرض لمصلحته ، وينتفع بالقوى والخيرات وغيرها من المخلوقات حتى سمي الإنسان (سيد الأرض)
قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ﴾ (الجاثية:13).
ومن الواضح أن هذه المنزلة التي للإنسان لم تكن له إلا بما يأتي :
1) بما أودع الله فيه من طاقات ومواهب وكفايات .
2) بتسخير ما في الأرض جميعاً له .
3) بعدم خلق من ينافسه أو يتغلب عليه ويستضعفه.
وإذن فمنزلة الإنسان في هذه الأرض بمنزلة المالك لما فيها ،
مع أنه لم يخلق منها شيئاً فهو إذن مستخلف عليها من قبل مالكها الحق ومالك الإنسان.
قال تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة:30).
وقال تعالى ﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (النمل:62).
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:165).
ومع أن الإنسان مستخلف في الأرض ، فهو في نفسه خاضع ومحكوم بما قدر الله له وعليه.
فلا يملك أن يختار أبويه أو جنسه (ذكراً كان أو أنثى) أو صورته أو عمره أو زمانه أو مكان ولادته أو موته أو مواهبه أو مجتمعه أو أبناءه . ويخرج الإنسان من الدنيا كما دخل إليها وقد سلم الودائع جميعاً ، وترك كل ما كان يحرص عليه. فالإنسان عبد مستخلف على الأرض بتقدير سيده ومالكه خالقه وخالق كل شئ.
الأرض دار ابتلاء وامتحان للإنسان
يستخلف الخالق سبحانه الإنسان على هذه الأرض لمدة محدودة، وأجل معلوم، لمعرفة طاعته من معصيته، ولتمييز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي ، حتى يكون الجزاء في الآخرة على ما قدم الإنسان من عمل فيالدنيا . ألست ترى أن الذي خلقك أخرجك إلى الدنيا وأنت لا تملك شيئاً ثم وهب لك ما شاء من المواهب، والأموال، والأولاد، والعلم، والجاه. ثم يسترد بالموت كل الودائع، وتخرج من الدنيا كما دخلت إليها، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾(الأنعام:94).
فتأمـل :كل ما أعطاك الله إياه لم يرد منه التمليك الدائم لك ؛ لأنه يسترد منك الذي أعطاك. وعندما أخذ الله منك ما أعطاك لم يرد سلبك لأنه الذي أعطاك أول مرة. وإذن فالامتحان والاختبار هو المراد من التمليك المؤقت لما أعطاك ربك. وجعل كل ما في الدنيا أداة من أدوات الامتحان .ولأن الامتحان هو المقصود من الحياة فإن الله لم يرغم الناس على عبادته بل استخلفهم على الأرض ، وأرسل إليهم رسلاً ورسالات، وطلب منهم أن يخضعوا لأمره ، وأن يطيعوه ويعبدوه باختيارهم، في المهلة المعطاة لهم على الأرض.
قال تعالى ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… ﴾ (الكهف:29).
كيف يتحقق الامتحان
لقد زين الله في أنظارنا الدنيا الفانية، وزين لنا في كتابه وسنة نبيه الآخرة الباقية كي يتحقق الامتحان لإيماننا.
قال تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ (القصص:60). و
عرفنا أن كل ما في الأرض فانٍ لا يدوم ولا قيمة له وأنه قد غر من قبلنا فتصارعوا عليه، ثم تركوه مرغمين
قال تعالى ﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ (العنكبوت:64).
وقال تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾(الحديد:20
وقال تعالى : ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ(26)وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ(27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ(28)فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ(29)﴾ (الدخان:25-29).
وإذا استعرضت حياتك وجدت صدق هذه الحقيقة المبينة لحقيقة الدنيا ،
فكل ما مضى من حياتك لا قيمة له عند موتك، ولا يبقى منه إلا عملك الصالح،
وما هي إلا سنوات حتى تكتشف هذه الحقيقة في حياتك بأكملها، بل في حياة جيلك كله، بل ستجدها واضحة في الحياة البشرية كلها.
قال تعالى : ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ… ﴾ (الأحقاف:35).
نتيجة الامتحان
فمن كان إيمانه قوياً، وخوفه من ربه عظيماً، سلك لجمع الدنيا طريق ربه، واتبع هدى خالقه، وقاوم الهوى ووسوسة الشيطان، ولم ينخدع بزينة الدنيا فذلك هو الامتحان والنجاح والنجاة من النار والفوز بالجنة.
قال تعالى:﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران:185).
ومن أبى وعصى، فقد ظل وغوى، وفي النار هوى،
قال تعالى: ﴿ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(25)فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ(26)﴾ (الزمر:25-26).
وأما إن كان ضعيف الإيمان، لا يخاف ربه فإن بريق الدنيا يخدعه ، وينطلق لجمع ما في الدنيا من متاع وزينة بأي وسيلة أو طريق، بقتل أو تدمير أو تخريب، بحيلة أو خديعة، معرضاً عن هدى خالقه وهداه، وبهذا يظهر كفره أو فسقه فذلك هو الامتحان والفشل فيه،
قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَاتِنَا غَافِلُونَ(7)أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(﴾ (يونس:7-. وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى(37)وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(38)فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى(39)﴾(النازعات:37-39)
وقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴾(إبراهيم:3)
وقال تعالى ﴿ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ (الأعراف:51).
وهكذا
نجد ماعملنا حاضرا
ومسجلا بكل دقه
فلنعمل لهذا اليوم الذى تنقطع به سبلنا الى الاعمال
ونحاسب عما مضى من عمر وآجااال
اللهم احسن خواتيم أعمالنا
وأحيينا وأمتنا على قول لااله الا الله
وأجعلنا فى معية نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه