الخيال العلمي في الأدب الروائي المعاصر ... شطحاتٌ غرائبيةٌ بعضها قابل للتحقُّق
الخيال العلمي في الأدب الروائي المعاصر ... شطحاتٌ غرائبيةٌ بعضها قابل للتحقُّق
«كريونيكس»، أحد المواضيع المُعقَّدة المثارة يومنا هذا في الغرب، والذي بدا مُستلهماً من أغوار روايات الخيال العلمي التي تستبق الكثير من التطوُّرات والأحداث المستقبلية انطلاقاً من الثورة العلمية الرقمية التي قطعت شوطاً مهولاً في العُقود الأخيرة، وباستثناء أنَّ «كريونيكس»، (Cryonics)، أو ما يُطلق عليها - حفظ الجُثث بالتجميد - تنطلق من مفاهيم مُناقضةٍ للأديان وسُنن الكون، ممَّا يجعلها مفهوماً مُفتقراً للمنطق، ومُجازفةً في الخُروج عن حُدود العقل، وقضيَّةً شطحيةً يفترض دُعاتها أنَّ العلم قد يتمكَّن من إعادة دبيب الحياة إلى موتى جرى حفظهم داخل مُستودعاتٍ ثلجيةٍ تحت ظُروفٍ علميةٍ مُعيَّنة، وذلك في وقتٍ ما من المستقبل، وقد ظهر مَنْ يدفع الملايين من الدُّولارات لتطبيق هذه الآلية عليه بعد وفاته.
كما في «كريونيكس»، مُتكلِّمة روايات الخيال العلمي، أنَّها قد تتجاوز بشطحاتها كُلّ الحُدود الدِّينية والأخلاقية والقيمية، لتُصبح مجالاً عبثياً غير قابلٍ للتحقيق، ومُجرَّد تجارةٍ يدفع الواهمون نظيراً لها حوالي (051) ألف دُولارٍ أمريكيّ، إضافةً إلى رُسومٍ شهريةٍ وسنويةٍ تتقاضاها شركات التأمين حتَّى عودة المُجمَّدين - المستحيلة، طبعاً - إلى الحياة!!
شطحات أدب روايات الخيال العلمي، تتحوَّل إلى مواضيع يستهلكها الشارع، ففي روايتيَّ «الملفَّات الغامضة»، (XFils)، و«عودة القتلة»، اللَّتين تتحوَّلان إلى أعمالٍ مرئيةٍ ناجحة، تظهر فكرة «تجميد الموتى» التي تسبق ظُهور هذا المشروع «كريونيكس»، بسنواتٍ طويلة.
إسقاطات أدب روايات الخيال العلمي، تطال قضايا شطحيةً عدَّة، أكثرها توهُّم اكتشاف عوالم جديدةٍ غير العالم الذي نُعايشه على سطح كوكب الأرض، الفكرة من الواضح مُناقضتها للثقافة الدِّينية، مثلاً نحنُ المسلمون نُؤمن بمخلوقات اللَّه سُبحانه وتعالى، التي ذكرها في القُرآن الكريم «الإنس والجنّ»، وكذا الملائكة، وهؤلاء جُنودٌ في السماء سخَّرهم اللَّه تعالى لأداء مهامٍّ وأعمالٍ مُعيَّنة، لذا تبدو أفكار «اليُوفو» و«الغُرباء» و«سُكَّان المجرَّات» شطحاتٍ غير قابلةٍ للتحقُّق مهما تطوَّر العلم، ووجودها يظلُّ محصوراً في روايات الخيال العلمي وأُستوديوهات «هُوليوود» لا أكثر.
الحديث عن أدب روايات الخيال العلمي موضوعٌ مُثيرٌ وشائك، فهذا النوع من الرواية في حقيقة العالم ليس موضوعاً حداثياً وليد هذا العصر المشبع بالعلم والتقنية، فهُو يعود إلى قُرونٍ مضت، والمفارقة أنَّ أدباء تلك العُصور، وبينهم ثلَّةٌ من أشهر الروائيين والكُتَّاب في التاريخ، كانت أفكارهم أكثر واقعيةً وقُبولاً للتطبيق في عُصورٍ لاحقة، كما في حالة الروائي الفرنسي الشهير «جُول فيرن»، الذي كتب روايته «الدوران حول العالم في 08 يوماً»، إذ حصد عدداً من الآلات والأدوات التي سبقت ظُهورها بزمنٍ طويل، وضمَّنها في مشاهد رحلة المغامر الإنجليزي الأرستقراطي «فيلياس فُوغ» للدوران حول كوكب الأرض، والأمر نفسه ينطبق على الروائي والرسَّام الإيطالي «دافنشي»، الذي ابتكر مجالاتٍ علميةً عدَّة على الورق، لتظهر بعد وفاته بزمنٍ طويلٍ على أرض الواقع.
بعد مُرور قُرونٍ على هذا الجيل من الأدباء، تغيَّرت قوالب روايات الخيال العلمي، لتغزو فضاءاتٍ جديدةً تفوق - رُبَّما - الخيال ذاته، بدت بعض تلك القوالب - كما أسلفنا - مُجرَّد شطحاتٍ وخُروجٍ عن القوانين الكونية، أمَّا البعض الآخر، فقد اتَّسم قالبها، بشطحه وغرابته، بمسألةٍ مُمكنة التحقيق، خاصَّةً مع موجة التطوُّر التقني المهول الذي ارتفعت وتيرته خلال آخر السنوات الثلاثين الأخيرة.
في رواية «الجزيرة الجُوراسية»، (Jurrassik park)، التي كتبها الروائي الأمريكي «مايكل كريشتون»، والتي حقَّقت نجاحاً لافتاً، افترض المُؤلِّف، وهُو يصوغ جُزئها الأوَّل، أنَّ العالِم البيولوجي «هاموند» قد يتمكَّن من الاستفادة من عُلوم الوراثة في عمليات تخصيبٍ جينيٍّ لشرائط الحمض النووي (DNA)، في مُستحاثات زواحف عاشت على سطح الكوكب مُنذُ (56) مليون سنةٍ لإعادة استيلاد تلك الكائنات من جديد، وبناء حديقة الرُّعب المليئة بالديناصورات على أرض جزيرةٍ نائيةٍ على مقربةٍ من شواطئ دُول أمريكا الوسطى، ويبدو أنَّ «كريشتون» استلهم رواية الخيال العلمي هذه من امتهانه للطبّ، وخلال فترة ظُهور هذه الرواية برزت قضيَّة «الاستنساخ» في عُلوم الوراثة وما أُحيط بها من جدلٍ مع الأبحاث التي واكبت ظُهور النعجة الشهيرة «دُوللي».
هذا التطوُّر الخطير للعلم وفي مجال الوراثة الخصب، قد يُعيد التفكير في تخيُّلات الروائي الطبيب «كريشتون» للواجهة، على الرغم من المُعوِّقات المنطقية التي تجعل من هذه الفكرة ضرباً من الجُنون لا أكثر.
الخيال العلمي في الأدب الروائي المعاصر ... شطحاتٌ غرائبيةٌ بعضها قابل للتحقُّق
«كريونيكس»، أحد المواضيع المُعقَّدة المثارة يومنا هذا في الغرب، والذي بدا مُستلهماً من أغوار روايات الخيال العلمي التي تستبق الكثير من التطوُّرات والأحداث المستقبلية انطلاقاً من الثورة العلمية الرقمية التي قطعت شوطاً مهولاً في العُقود الأخيرة، وباستثناء أنَّ «كريونيكس»، (Cryonics)، أو ما يُطلق عليها - حفظ الجُثث بالتجميد - تنطلق من مفاهيم مُناقضةٍ للأديان وسُنن الكون، ممَّا يجعلها مفهوماً مُفتقراً للمنطق، ومُجازفةً في الخُروج عن حُدود العقل، وقضيَّةً شطحيةً يفترض دُعاتها أنَّ العلم قد يتمكَّن من إعادة دبيب الحياة إلى موتى جرى حفظهم داخل مُستودعاتٍ ثلجيةٍ تحت ظُروفٍ علميةٍ مُعيَّنة، وذلك في وقتٍ ما من المستقبل، وقد ظهر مَنْ يدفع الملايين من الدُّولارات لتطبيق هذه الآلية عليه بعد وفاته.
كما في «كريونيكس»، مُتكلِّمة روايات الخيال العلمي، أنَّها قد تتجاوز بشطحاتها كُلّ الحُدود الدِّينية والأخلاقية والقيمية، لتُصبح مجالاً عبثياً غير قابلٍ للتحقيق، ومُجرَّد تجارةٍ يدفع الواهمون نظيراً لها حوالي (051) ألف دُولارٍ أمريكيّ، إضافةً إلى رُسومٍ شهريةٍ وسنويةٍ تتقاضاها شركات التأمين حتَّى عودة المُجمَّدين - المستحيلة، طبعاً - إلى الحياة!!
شطحات أدب روايات الخيال العلمي، تتحوَّل إلى مواضيع يستهلكها الشارع، ففي روايتيَّ «الملفَّات الغامضة»، (XFils)، و«عودة القتلة»، اللَّتين تتحوَّلان إلى أعمالٍ مرئيةٍ ناجحة، تظهر فكرة «تجميد الموتى» التي تسبق ظُهور هذا المشروع «كريونيكس»، بسنواتٍ طويلة.
إسقاطات أدب روايات الخيال العلمي، تطال قضايا شطحيةً عدَّة، أكثرها توهُّم اكتشاف عوالم جديدةٍ غير العالم الذي نُعايشه على سطح كوكب الأرض، الفكرة من الواضح مُناقضتها للثقافة الدِّينية، مثلاً نحنُ المسلمون نُؤمن بمخلوقات اللَّه سُبحانه وتعالى، التي ذكرها في القُرآن الكريم «الإنس والجنّ»، وكذا الملائكة، وهؤلاء جُنودٌ في السماء سخَّرهم اللَّه تعالى لأداء مهامٍّ وأعمالٍ مُعيَّنة، لذا تبدو أفكار «اليُوفو» و«الغُرباء» و«سُكَّان المجرَّات» شطحاتٍ غير قابلةٍ للتحقُّق مهما تطوَّر العلم، ووجودها يظلُّ محصوراً في روايات الخيال العلمي وأُستوديوهات «هُوليوود» لا أكثر.
الحديث عن أدب روايات الخيال العلمي موضوعٌ مُثيرٌ وشائك، فهذا النوع من الرواية في حقيقة العالم ليس موضوعاً حداثياً وليد هذا العصر المشبع بالعلم والتقنية، فهُو يعود إلى قُرونٍ مضت، والمفارقة أنَّ أدباء تلك العُصور، وبينهم ثلَّةٌ من أشهر الروائيين والكُتَّاب في التاريخ، كانت أفكارهم أكثر واقعيةً وقُبولاً للتطبيق في عُصورٍ لاحقة، كما في حالة الروائي الفرنسي الشهير «جُول فيرن»، الذي كتب روايته «الدوران حول العالم في 08 يوماً»، إذ حصد عدداً من الآلات والأدوات التي سبقت ظُهورها بزمنٍ طويل، وضمَّنها في مشاهد رحلة المغامر الإنجليزي الأرستقراطي «فيلياس فُوغ» للدوران حول كوكب الأرض، والأمر نفسه ينطبق على الروائي والرسَّام الإيطالي «دافنشي»، الذي ابتكر مجالاتٍ علميةً عدَّة على الورق، لتظهر بعد وفاته بزمنٍ طويلٍ على أرض الواقع.
بعد مُرور قُرونٍ على هذا الجيل من الأدباء، تغيَّرت قوالب روايات الخيال العلمي، لتغزو فضاءاتٍ جديدةً تفوق - رُبَّما - الخيال ذاته، بدت بعض تلك القوالب - كما أسلفنا - مُجرَّد شطحاتٍ وخُروجٍ عن القوانين الكونية، أمَّا البعض الآخر، فقد اتَّسم قالبها، بشطحه وغرابته، بمسألةٍ مُمكنة التحقيق، خاصَّةً مع موجة التطوُّر التقني المهول الذي ارتفعت وتيرته خلال آخر السنوات الثلاثين الأخيرة.
في رواية «الجزيرة الجُوراسية»، (Jurrassik park)، التي كتبها الروائي الأمريكي «مايكل كريشتون»، والتي حقَّقت نجاحاً لافتاً، افترض المُؤلِّف، وهُو يصوغ جُزئها الأوَّل، أنَّ العالِم البيولوجي «هاموند» قد يتمكَّن من الاستفادة من عُلوم الوراثة في عمليات تخصيبٍ جينيٍّ لشرائط الحمض النووي (DNA)، في مُستحاثات زواحف عاشت على سطح الكوكب مُنذُ (56) مليون سنةٍ لإعادة استيلاد تلك الكائنات من جديد، وبناء حديقة الرُّعب المليئة بالديناصورات على أرض جزيرةٍ نائيةٍ على مقربةٍ من شواطئ دُول أمريكا الوسطى، ويبدو أنَّ «كريشتون» استلهم رواية الخيال العلمي هذه من امتهانه للطبّ، وخلال فترة ظُهور هذه الرواية برزت قضيَّة «الاستنساخ» في عُلوم الوراثة وما أُحيط بها من جدلٍ مع الأبحاث التي واكبت ظُهور النعجة الشهيرة «دُوللي».
هذا التطوُّر الخطير للعلم وفي مجال الوراثة الخصب، قد يُعيد التفكير في تخيُّلات الروائي الطبيب «كريشتون» للواجهة، على الرغم من المُعوِّقات المنطقية التي تجعل من هذه الفكرة ضرباً من الجُنون لا أكثر.
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه