. ღ . شبح بيلو هوريزونتي يخيّم على روستنبرج . ღ .
نعم... هناك أشباح في مدينة روستنبرج الواقعة إلى الشمال الغربي من جنوب أفريقيا والشهيرة بمناجم البلاتين والتي ستستضيف أولى مباريات المجموعة الثالثة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا. حيث سيُخيّم شبح الماضي ثقيلاً على منتخب الأسود الثلاثة، بينما ستشكل ذكرى الأمس البعيد حافزاً إضافياً لأبطال أمريكا الشمالية. ما من شك إذاً في أن تلك الأشباح ستصول وتجول في ملعب رويال بافوكنج يوم السبت المقبل عندما يلتقي هذان المنتخبان للمرة الأولى في هذا المحفل الرياضي العالمي بعد 60 عاماً من السقوط المدوي للمنتخب الإنجليزي أمام الأمريكيين في واحدة من أشهر الهزائم في تاريخ المستديرة الساحرة.
إنها قصة قديمة تناقلتها الأجيال كثيراً والتي تفيد بأن فريقاً أمريكياً مغموراً تمكّن بفضل روحه المعنوية المرتفعة وحسن طالعه من إسقاط الإنجليز الذين ابتدعوا لعبة كرة القدم إلى الوجود ووصلوا إلى تلك النسخة وعينهم على اللقب. كان هذا الفوز بهدف يتيم بمثابة ضربة حظ وصفعة قوية على وجه منتخب عريق من قبل مجموعة من الهواة شكّلوا فريقهم على عجل قبيل شدّ الرحال إلى النهائيات في البرازيل، حيث نظروا إلى تلك المشاركة على أنها تجربة مسلية أكثر من كونها تمثيلاً رسمياً لبلادهم في بطولة رياضية عالمية. لكن وقبل أن يتواجه خصما الماضي البعيد والمستقبل القريب، وكما هو الحال مع جميع الأساطير، توجد دائماً علامات استفهام ونقاطٌ لا بدّ من وضعها على الحروف حتى تكتمل حكاية منتخبين أحدهما أثبت علوّ كعبه على مرّ السنوات، بينما لا يزال الآخر يُمني النفس بلقب هام في عالم كرة القدم.
وعن تلك الأمسية التاريخية، يتحدث لموقع FIFA.com المدافع الأمريكي الصلب والتر باهر الذي يبلغ الثالثة والثمانين من عمره الآن: "كثيرون قالوا أنها كانت ضربة حظ. لكني لا أعتقد ذلك على الإطلاق. لقد بذلنا جهوداً كبيرة في تلك المباراة. وظهرنا بشكل أفضل مما توقعته الجماهير." وتبدو حماسة الأيام الغابرة واضحة في صوت باهر بينما يبدأ بسرد تفاصيل ذلك اليوم.
في ذلك اليوم المشهود، قام مدرب المنتخب الإنجليزي بإراحة رأس الحربة ستانلي ماثيوز في هذه المباراة التي كان واثقاً من سهولتها، ويُقال أن فريق الأسود الثلاثة قام بست هجمات قوية هددت مرمى الأمريكيين خلال الدقائق الإثنتي عشرة الأولى وأن الكرة ارتدت عن قائم الأمريكيين مرتين. أما الأمريكيون فلم يلعبوا سوى مباراة تدريبية واحدة قبل أن يتوجهوا للمشاركة في كأس العالم، علماً أنهم سجّلوا في الدقيقة الخامسة عشرة هدف التقدم على أسبانيا في مباراتهم الأولى قبل أن ينتفض نجوم الماتادوريس سريعاً ويسجلوا ثلاثة أهداف ويفوزوا باللقاء.
إلا أن باهر يتلو علينا قصة مختلفة نوعاً ما عن ذلك الفريق الأمريكي المغمور الذي لم يكن في جعبته أكثر من روحه المعنوية وآماله العريضة رغم إمكانياته المتواضعة. حيث يقول باهر الذي لم يحصد من كرة القدم أية ثروة مهما صغُر حجمها، كما هو الحال بالنسبة لجميع زملائه في تلك الأيام: "كانت تشكيلة المنتخب تضم لاعبين يتمتعون بمهارات كبيرة وكانوا قادرين على مواجهة أي خصم في أي مكان من العالم لو كانت الظروف مختلفة. شكّل عناصر الفريق ثنائيات جيدة على أرض الملعب: منها على سبيل المثال أنا وإيد مكإيلفيني وجينو بارياني وفرانك والاس. ربما لم نلعب مع بعضنا كفريق موحد قبل أن نتجه إلى البرازيل، إلا أننا تمكنا من التواصل بشكل جيّد على الميدان."
وضحك باهر عن الشائعات الحمراء التي تقول أن الفريق الأمريكي، الذي كان يضمّ في تشكيلته ساعي بريد وسائق لسيارة دفن الموتى وآخر يعمل في غسل الأطباق في مطعم، أمضى ليلة احتفالية صاخبة قبل المباراة التاريخية بيوم، حيث نفى المدافع السابق هذا الموضوع جملة وتفصيلاً مؤكداً أنه " لم يكن معظم لاعبي المنتخب يشربون الكحول. ما من شكّ في أن بعضهم كان يحب أن يحتسي كأساً أو اثنين من البيرة، إلا أن ذلك أمرٌ طبيعي. لا أعرف من أين يأتون بكل تلك القصص غير الصحيحة."
ويجب الإشارة للحارس الأمريكي فرانك بورجي الذي حمى عرين بلاد اليانكيز بكل بسالة، والذي يرجع له فضلٌ كبيرٌ أيضاً في هذا الفوز. لكن المباراة شهدت تغييراً جذرياً في وقت مبكر وكان ذلك في الدقيقة الثامنة والثلاثين. عن تلك اللحظات، يقول باهر: "سمعتُ أكثر من عشرة سيناريوهات لهذا الهدف. قيل أنني كنت أردّ الكرة من موقعي كمدافع وأنها أفلتت من جوي جايتينس. ربما لم نكن اللاعبين الأكثر مهارة وحنكة في التكتيكات الفنية، لكني أعرف جيداً الفرق بين صدّ الكرة وتمريرها للاعب آخر."
وتابع باهر وصفه الدقيق قائلاً: "حصلتُ على الكرة من رمية تماس على بعد حوالي 32 متراً عن مرمى الإنجليز. اقتربتُ بها وكان لا يزال يفصلني عن عرين الخصم حوالي 22 متراً، وعندها سددت الكرة بإحكام نحو الهدف." وبينما ارتقى الحارس الإنجليزي للإمساك بها، انبرى لها جوي جايتينس وأرسلها برأسه لتهز الشباك وسط دهشة وذهول حارسهم. يُذكر أن المهاجم جايتينس لم يكن يتمتع بمهارات كروية كبيرة ولكنه رياضيّ قوي البنية حيث وُلد في هايتي وكان يدرس المحاسبة في الولايات المتحدة ويعمل في غسل الأطباق بمطعم في بوركلين عندما اكتشفه المدرب الأمريكي ويليام جيفري عشية التوجه إلى البرازيل.
ويصف باهر ما شعر به في تلك اللحظة بالقول: "ذُهلت عندما دخلت الكرة إلى المرمى، لكن جوي لطالما سجّل أهدافاً غريبة بلياقته البدنية الكبيرة. قال البعض أنه لم يكن يعرف ما الذي يقوم به تماماً، لكني أشكّ في ذلك."
وبينما احتفل الأمريكيون بكل جوارحهم بهذا الهدف الذي لم تشهد المباراة غيره بعد ذلك، كانت تسود مشاعر مختلفة كلياً على المقلب الآخر، وخصوصاً بالنسبة لحارس المنتخب الإنجليزي بيرت ويليامز الذي اعتصره الألم بعد هذا الهدف المباغت. وعن تلك اللحظات العصيبة، تحدث ويليامز، الذي يبلغ من العمر تسعين عاماً، إلى موقع FIFA.com قائلاً: "لا أتذكر الكثير عن المباراة. لكني أعرف جيداً أن ذلك يمثل بالنسبة لي جرحاً تعايشتُ معه طوال عمري منذ تلك الأمسية."
وعندما تبين بحسب نتيجة القرعة أن طرفي موقعة بيلو هوريزونتي سيتواجهان مجدداً، كانت المشاعر متناقضة بالنسبة لهذين الخصمين اللذين تقدّم بهما العمر علماً أن الروح الرياضية لم تفارقهما يوماً. حيث قال باهر: "لم أكن أرغب في أن تؤدي ذكريات تلك المباراة إلى تشتيت انتباه لاعبي المنتخب الحالي." أما بالنسبة لويليامز، فالجرح لم يلتئم بعد، حيث قال: "عندما عرفتُ أن الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا ستلتقيان مجدداً في جنوب أفريقيا، تواردت فوراً إلى ذهني ذكريات حاولتُ مراراً نسيانها. ويبدو أنها سترافقني ما حييت."
وعن اللحظات التي تلت انطلاق صافرة النهاية في البرازيل، أكد باهر أن "الإحتفالات بالفوز لم تكن صاخبة. حيث قام كل لاعب بالتوجه إلى أقرب زميل له ومصافحته." ويُذكر أنه لم يكن في انتظار لاعبي المنتخب الأمريكي أي احتفال شعبي أو لجنة استقبال عندما وطأت أرجلهم أرض المطار بعد عودتهم من بلاد السامبا. حيث قال باهر الذي عمل مدرِّساً: "كانت زوجتي تنتظرني في المطار. كنتُ مرتبطاً بعمل في أحد المخيمات الجبلية خلال الصيف. ولذلك اصطحبتني زوجتي مباشرة إلى هناك. لم أزر منزلي أبداً بعيد وصولي."
من جانبهم، تردد عناصر الكتيبة الأمريكية في الحديث عن تلك المباراة التي يُخيم شبحها ثقيلاً حول رؤوسهم، بينما يستعدون إلى كتابة نسخة جديدة من أسطورة بيلو هوريزونتي في روستنبرج هذه المرة. إلا أن القائد الحالي للمنتخب الأمريكي كارلوس بوكانيجرا قال أن العزم الكبير والثقة بالإمكانيات عند الفريق الشاب تُضاف اليوم إلى الحكمة والفطنة والبصيرة الثاقبة التي يتمتع بها نجوم الماضي المخضرمون، وأضاف أن "ما حققه أولئك الشبان في ذلك التاريخ أمرٌ استثنائي. لكن ذلك كان منذ زمن بعيد. وقد أصبح الدور علينا لنقوم نحن بالإنجاز هذه المرة."
ومن منزله الريفي في ولاية بنسلفانيا، سيكون باهر على موعد يوم السبت المقبل مع إعادة لتلك المباراة التاريخية التي خاضها قبل ستين سنة. وما من شكّ في أن سيناريوهات نتيجة المباراة التي يرسمها في ذهنه والمشاعر التي تعتصر قلبه ستكون مفعمة بالفخر وبروح رياضية عالية قلّ نظيرها، حيث ختم حديثه بالقول: "ستكون مباراة استثنائية. إن تشكيلة المنتخب الإنجليزي الحالية خطيرة، تماماً كما كان عليه الأمر عام 1950. آمل أن يفوز عناصر منتخبنا الوطني في هذه المواجهة. وحتى وإن خسروا، فإني أريد منهم أن يرفعوا رؤوسهم بكلّ فخر، فالأمر لا يتعلق بالفوز فقط، بل هو أعمق من ذلك بكثير."
نعم... هناك أشباح في مدينة روستنبرج الواقعة إلى الشمال الغربي من جنوب أفريقيا والشهيرة بمناجم البلاتين والتي ستستضيف أولى مباريات المجموعة الثالثة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا. حيث سيُخيّم شبح الماضي ثقيلاً على منتخب الأسود الثلاثة، بينما ستشكل ذكرى الأمس البعيد حافزاً إضافياً لأبطال أمريكا الشمالية. ما من شك إذاً في أن تلك الأشباح ستصول وتجول في ملعب رويال بافوكنج يوم السبت المقبل عندما يلتقي هذان المنتخبان للمرة الأولى في هذا المحفل الرياضي العالمي بعد 60 عاماً من السقوط المدوي للمنتخب الإنجليزي أمام الأمريكيين في واحدة من أشهر الهزائم في تاريخ المستديرة الساحرة.
إنها قصة قديمة تناقلتها الأجيال كثيراً والتي تفيد بأن فريقاً أمريكياً مغموراً تمكّن بفضل روحه المعنوية المرتفعة وحسن طالعه من إسقاط الإنجليز الذين ابتدعوا لعبة كرة القدم إلى الوجود ووصلوا إلى تلك النسخة وعينهم على اللقب. كان هذا الفوز بهدف يتيم بمثابة ضربة حظ وصفعة قوية على وجه منتخب عريق من قبل مجموعة من الهواة شكّلوا فريقهم على عجل قبيل شدّ الرحال إلى النهائيات في البرازيل، حيث نظروا إلى تلك المشاركة على أنها تجربة مسلية أكثر من كونها تمثيلاً رسمياً لبلادهم في بطولة رياضية عالمية. لكن وقبل أن يتواجه خصما الماضي البعيد والمستقبل القريب، وكما هو الحال مع جميع الأساطير، توجد دائماً علامات استفهام ونقاطٌ لا بدّ من وضعها على الحروف حتى تكتمل حكاية منتخبين أحدهما أثبت علوّ كعبه على مرّ السنوات، بينما لا يزال الآخر يُمني النفس بلقب هام في عالم كرة القدم.
وعن تلك الأمسية التاريخية، يتحدث لموقع FIFA.com المدافع الأمريكي الصلب والتر باهر الذي يبلغ الثالثة والثمانين من عمره الآن: "كثيرون قالوا أنها كانت ضربة حظ. لكني لا أعتقد ذلك على الإطلاق. لقد بذلنا جهوداً كبيرة في تلك المباراة. وظهرنا بشكل أفضل مما توقعته الجماهير." وتبدو حماسة الأيام الغابرة واضحة في صوت باهر بينما يبدأ بسرد تفاصيل ذلك اليوم.
في ذلك اليوم المشهود، قام مدرب المنتخب الإنجليزي بإراحة رأس الحربة ستانلي ماثيوز في هذه المباراة التي كان واثقاً من سهولتها، ويُقال أن فريق الأسود الثلاثة قام بست هجمات قوية هددت مرمى الأمريكيين خلال الدقائق الإثنتي عشرة الأولى وأن الكرة ارتدت عن قائم الأمريكيين مرتين. أما الأمريكيون فلم يلعبوا سوى مباراة تدريبية واحدة قبل أن يتوجهوا للمشاركة في كأس العالم، علماً أنهم سجّلوا في الدقيقة الخامسة عشرة هدف التقدم على أسبانيا في مباراتهم الأولى قبل أن ينتفض نجوم الماتادوريس سريعاً ويسجلوا ثلاثة أهداف ويفوزوا باللقاء.
إلا أن باهر يتلو علينا قصة مختلفة نوعاً ما عن ذلك الفريق الأمريكي المغمور الذي لم يكن في جعبته أكثر من روحه المعنوية وآماله العريضة رغم إمكانياته المتواضعة. حيث يقول باهر الذي لم يحصد من كرة القدم أية ثروة مهما صغُر حجمها، كما هو الحال بالنسبة لجميع زملائه في تلك الأيام: "كانت تشكيلة المنتخب تضم لاعبين يتمتعون بمهارات كبيرة وكانوا قادرين على مواجهة أي خصم في أي مكان من العالم لو كانت الظروف مختلفة. شكّل عناصر الفريق ثنائيات جيدة على أرض الملعب: منها على سبيل المثال أنا وإيد مكإيلفيني وجينو بارياني وفرانك والاس. ربما لم نلعب مع بعضنا كفريق موحد قبل أن نتجه إلى البرازيل، إلا أننا تمكنا من التواصل بشكل جيّد على الميدان."
وضحك باهر عن الشائعات الحمراء التي تقول أن الفريق الأمريكي، الذي كان يضمّ في تشكيلته ساعي بريد وسائق لسيارة دفن الموتى وآخر يعمل في غسل الأطباق في مطعم، أمضى ليلة احتفالية صاخبة قبل المباراة التاريخية بيوم، حيث نفى المدافع السابق هذا الموضوع جملة وتفصيلاً مؤكداً أنه " لم يكن معظم لاعبي المنتخب يشربون الكحول. ما من شكّ في أن بعضهم كان يحب أن يحتسي كأساً أو اثنين من البيرة، إلا أن ذلك أمرٌ طبيعي. لا أعرف من أين يأتون بكل تلك القصص غير الصحيحة."
ويجب الإشارة للحارس الأمريكي فرانك بورجي الذي حمى عرين بلاد اليانكيز بكل بسالة، والذي يرجع له فضلٌ كبيرٌ أيضاً في هذا الفوز. لكن المباراة شهدت تغييراً جذرياً في وقت مبكر وكان ذلك في الدقيقة الثامنة والثلاثين. عن تلك اللحظات، يقول باهر: "سمعتُ أكثر من عشرة سيناريوهات لهذا الهدف. قيل أنني كنت أردّ الكرة من موقعي كمدافع وأنها أفلتت من جوي جايتينس. ربما لم نكن اللاعبين الأكثر مهارة وحنكة في التكتيكات الفنية، لكني أعرف جيداً الفرق بين صدّ الكرة وتمريرها للاعب آخر."
وتابع باهر وصفه الدقيق قائلاً: "حصلتُ على الكرة من رمية تماس على بعد حوالي 32 متراً عن مرمى الإنجليز. اقتربتُ بها وكان لا يزال يفصلني عن عرين الخصم حوالي 22 متراً، وعندها سددت الكرة بإحكام نحو الهدف." وبينما ارتقى الحارس الإنجليزي للإمساك بها، انبرى لها جوي جايتينس وأرسلها برأسه لتهز الشباك وسط دهشة وذهول حارسهم. يُذكر أن المهاجم جايتينس لم يكن يتمتع بمهارات كروية كبيرة ولكنه رياضيّ قوي البنية حيث وُلد في هايتي وكان يدرس المحاسبة في الولايات المتحدة ويعمل في غسل الأطباق بمطعم في بوركلين عندما اكتشفه المدرب الأمريكي ويليام جيفري عشية التوجه إلى البرازيل.
ويصف باهر ما شعر به في تلك اللحظة بالقول: "ذُهلت عندما دخلت الكرة إلى المرمى، لكن جوي لطالما سجّل أهدافاً غريبة بلياقته البدنية الكبيرة. قال البعض أنه لم يكن يعرف ما الذي يقوم به تماماً، لكني أشكّ في ذلك."
وبينما احتفل الأمريكيون بكل جوارحهم بهذا الهدف الذي لم تشهد المباراة غيره بعد ذلك، كانت تسود مشاعر مختلفة كلياً على المقلب الآخر، وخصوصاً بالنسبة لحارس المنتخب الإنجليزي بيرت ويليامز الذي اعتصره الألم بعد هذا الهدف المباغت. وعن تلك اللحظات العصيبة، تحدث ويليامز، الذي يبلغ من العمر تسعين عاماً، إلى موقع FIFA.com قائلاً: "لا أتذكر الكثير عن المباراة. لكني أعرف جيداً أن ذلك يمثل بالنسبة لي جرحاً تعايشتُ معه طوال عمري منذ تلك الأمسية."
وعندما تبين بحسب نتيجة القرعة أن طرفي موقعة بيلو هوريزونتي سيتواجهان مجدداً، كانت المشاعر متناقضة بالنسبة لهذين الخصمين اللذين تقدّم بهما العمر علماً أن الروح الرياضية لم تفارقهما يوماً. حيث قال باهر: "لم أكن أرغب في أن تؤدي ذكريات تلك المباراة إلى تشتيت انتباه لاعبي المنتخب الحالي." أما بالنسبة لويليامز، فالجرح لم يلتئم بعد، حيث قال: "عندما عرفتُ أن الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا ستلتقيان مجدداً في جنوب أفريقيا، تواردت فوراً إلى ذهني ذكريات حاولتُ مراراً نسيانها. ويبدو أنها سترافقني ما حييت."
وعن اللحظات التي تلت انطلاق صافرة النهاية في البرازيل، أكد باهر أن "الإحتفالات بالفوز لم تكن صاخبة. حيث قام كل لاعب بالتوجه إلى أقرب زميل له ومصافحته." ويُذكر أنه لم يكن في انتظار لاعبي المنتخب الأمريكي أي احتفال شعبي أو لجنة استقبال عندما وطأت أرجلهم أرض المطار بعد عودتهم من بلاد السامبا. حيث قال باهر الذي عمل مدرِّساً: "كانت زوجتي تنتظرني في المطار. كنتُ مرتبطاً بعمل في أحد المخيمات الجبلية خلال الصيف. ولذلك اصطحبتني زوجتي مباشرة إلى هناك. لم أزر منزلي أبداً بعيد وصولي."
من جانبهم، تردد عناصر الكتيبة الأمريكية في الحديث عن تلك المباراة التي يُخيم شبحها ثقيلاً حول رؤوسهم، بينما يستعدون إلى كتابة نسخة جديدة من أسطورة بيلو هوريزونتي في روستنبرج هذه المرة. إلا أن القائد الحالي للمنتخب الأمريكي كارلوس بوكانيجرا قال أن العزم الكبير والثقة بالإمكانيات عند الفريق الشاب تُضاف اليوم إلى الحكمة والفطنة والبصيرة الثاقبة التي يتمتع بها نجوم الماضي المخضرمون، وأضاف أن "ما حققه أولئك الشبان في ذلك التاريخ أمرٌ استثنائي. لكن ذلك كان منذ زمن بعيد. وقد أصبح الدور علينا لنقوم نحن بالإنجاز هذه المرة."
ومن منزله الريفي في ولاية بنسلفانيا، سيكون باهر على موعد يوم السبت المقبل مع إعادة لتلك المباراة التاريخية التي خاضها قبل ستين سنة. وما من شكّ في أن سيناريوهات نتيجة المباراة التي يرسمها في ذهنه والمشاعر التي تعتصر قلبه ستكون مفعمة بالفخر وبروح رياضية عالية قلّ نظيرها، حيث ختم حديثه بالقول: "ستكون مباراة استثنائية. إن تشكيلة المنتخب الإنجليزي الحالية خطيرة، تماماً كما كان عليه الأمر عام 1950. آمل أن يفوز عناصر منتخبنا الوطني في هذه المواجهة. وحتى وإن خسروا، فإني أريد منهم أن يرفعوا رؤوسهم بكلّ فخر، فالأمر لا يتعلق بالفوز فقط، بل هو أعمق من ذلك بكثير."
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه