لا تضعوا تلفزيونات في غرف نوم الأطفال حتى لا يسمنوا

تشير الاحصائيات الخاصة بمعدلات السمنة بين الاطفال الى ارتفاع نسبتها في السنوات الاخيرة ومن المؤكد ان لنمط الحياة العصرية تأثيرا مباشرا بهذا الخصوص, فالناس (صغارا وكبارا) يميلون هذه الايام الى السكون وقلة الحركة والجلوس لمدد اطول امام اجهزة الكمبيوتر والتلفزيون والعاب الفيديو (النايتندنو) ويكفي ما اوردته الاحصائيات الاميركية اخيرا من ان ثلثي الكبار وثلث الاطفال يعانون من زيادة الوزن او السمنة وهذا ما اكده المركز الاميركي لمكافحة الامراض Center For Disease Control and Prevention الذي اشار الى ان نسبة السمنة لدى الكبار والصغار في اميركا بلغت مستوى لم يحدث ان وصلت اليه معدلات السمنة من قبل.
ومن المؤكد ان معدلات السمنة ليست مرتفعة فقط في اميركا وانما في معظم دول العالم ايضا ويرجع السبب - كما ذكرنا - الى طبيعة العصر الذي نعيشه فهذا العصر يتميز بميكانيكية الحياة والاعتماد الزائد على الاغذية الجاهزة زائدة السعرات الحرارية بسبب ما تحتويه من كمية كبيرة من السكر والنشويات والدهون.
ناهيك باهمال الرياضة وقلة الحركة والتعود على الركود وغني عن الذكر القول بأن هذه الحالة تفتح الباب اما الاصابة بامراض السمنة كضغط الدم والسكري والتهاب المفاصل الروماتيزمي وامراض القلب.
هذا هو السر في الحملة النشطة في اميركا هذه الايام لمقاومة سمنة الاطفال وعلى رأس الناشطين بهذا الخصوص سيدة اميركا الاولى ميتشيل اوباما التي ظلت تندد بخطر سمنة الاطفال منذ الولادة الى سن الخامسة من العمر.

أسباب
لوحظ من الدراسات الاخيرة ان اسباب سمنة الاطفال تبدأ منذ الحمل (وربما قبله) وقد تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة (في الاسابيع الاولى عقب الولادة) ولاحظ الباحثون ان حالات السمنة بين الاطفال (في سن ما بين سنتين وخمس سنوات) تضاعفت خلال الفترة من 1980 حتى الان وارتفعت النسبة من 5 في المئة الى 12.4 في المئة.
وعندما يصل الطفل الى هذا المستوى من السمنة فإنه يصعب عليه تغيير نمط حياته وهذا هو السبب في ان 80 في المئة من الاطفال السمان (او زائدي الوزن) الذين تتراوح اعمارهم بين 10 سنوات و15 سنة يظلون سمانا الى ما بعد سن الخامسة والعشرين.
من بين العوامل المساعدة على زيادة اوزان الاطفال قبل الولادة سمنة الامهات انفسهن والاصابة بالسكري وانخفاض وزن الطفل وقت الولادة ثم زيادة وزنه تدريجيا على وجه السرعة والتوقف عن الرضاعة الطبيعية في وقت مبكر نسبيا واللجوء الى تغذية الطفل بالمأكولات الصلبة قبل ان يبلغ الشهر الرابع من عمره.
ومن بين اسباب سمنة الاطفال الصغار (أو زيادة اوزانهم) وضع اجهزة التلفزيون في غرف نوم الاطفال, وزيادة استهلاك الاغذية السريعة الجاهزة والمشروبات السكرية خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
هذه الحالات التي تُعرّض الطفل لخطر السمنة تحدث اكثر بين الملونين (من اصل افريقي أو هندي) او من اصل اسباني وليس بين عائلات البيض.
هذا يعني ان الاطفال من سلالة الاقليات اكثر عرضة للسمنة المبكرة early Obesity ولوحظ - على سبيل المثال ان 16.7 في المئة من الاطفال المكسيكيين سمان في مقابل 14.9 في المئة من الاطفال من ذوي الاصول الاسبانية و10.7 في المئة فقط من الاطفال البيض.
لهذا السبب يدعو الخبراء الى الاسراع في اتخاذ الوسائل الفاعلة لمنع الاصابة بالسمنة لدى الاطفال في وقت مبكر كما ذكروا ان للتعليم في المدارس والتوعية عن طريق وسائل الاعلام (الاذاعة - التلفزيون - الصحف والمجلات - المواقع الالكترونية - الوسائط المختلفة) دوراً كبيراً في تغيير نمط حياة الراغبين في انقاص اوزانهم وتطبيق الوسائل والاساليب التي تكافح السمنة وتحول دون زيادة الوزن - والتي من اهمها تعديل السلوك الغذائي واختيار المأكولات المناسبة وتحديد مقاديرها وكمياتها وعلى الاباء والامهات واولياء الامور وخبراء التغذية مراقبة الاطفال والاستمرار في معرفة اوزانهم والبدء فورا باتخاذ اللازم فيما يتعلق بالنظام الغذائي والنشاط الرياضي والحركي اذا وصل الطفل الى حافة زيادة الوزن حتى يمكن تجنب السمنة والمحافظة على الوزن الصحي والقوام المناسب للطفل وهذا يعني ان التدخل النشط مطلوب في هذه الحالة خصوصا في المرحلة العمرية التي تمتد من سن السنتين الى الخامسة.