يا عجباً لأناس يشمئزون من الحديث عن الموت، ويتأفّفون من ذكره وفتح ملف الحديث عنه، وقد أكد البيان الإلهي للإنسان أنه على موعدٍ مع هذه الحقيقة لن يستطيع شروداً ولا فراراً منها، أليس هو القائل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:185] أليس هو الذي أكد هذه الحقيقة فقال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء:78]؟ أليس هو الذي زاد هذه الحقيقة تأكيداً فقال: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} [الجمعة:8]؟ أليس هو الذي زاد الأمر تأكيداً وتبياناً إذ قال لرسوله: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30] {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:1-2]. كثيراً ما سأل أناسٌ: لماذا قدَّم البيان الإلهي الموت والحياة قبلها؟ الجواب هو هذا، لأن الإنسان ينبغي أن يستبين الكابح، وأن يتبين أهميته، وأن يدرك ضرورة التعامل معه قبل أن يُقْلِعَ في المسير.
متى يكون الموت مصيبة للحي؟ عندما يسير هذا الإنسان في فجاج الحياة وقد عرف خالقه وصانعه ومولاه، واصطبغ بحقيقة العبودية لهذا الإله، ثم أصغى إلى أوامره ووصاياه فنفذَّها كما طلب، سار في فجاج الحياة يمسك بموازين العدل، لا يظلم، لا يبغي، لا يعتو ولا يستكبر، سار في فجاج الحياة وهو يغرس في جنباتها أسباب الصلاح وعوامل الحب والود وعوامل صلة القربى، لا أقول بين الأقارب فقط، بل بين أفراد الرحم الإنساني أجمع، هذا الإنسان الذي يتسامى على البغي، يتسامى على العدوان، يتسامى على الغش، لا يخدع إخوانه في الإنسانية، لا يغشهم في معاملة أياً كان نوعها، لا يفسد في الأرض بعد أن أصلحها الله عز وجل، وسلَّمها الله لعباده صالحة، نفَّذ قول الله عز وجل: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} [الأعراف:56]، أصغى إلى بيان الله سبحانه وتعالى القائل: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76]، فقال: سمعاً وطاعةً يا رب {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]، أقبل إلى الله قائلاً: سمعاً وطاعةً يا رب {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} [القصص:77]، قال: نعم يا رب، عاهدتك ألا أفسد، عاهدتك ألا أبغي ولا أظلم، عاهدتك أن أمسك بميزان العدالة الذي أنزلته لعبادك في الأرض، لن أسير بين الناس إلا محتكماً إلى هذا الميزان.أما الإنسان الذي أعرض عن هويته، أعرض عن مملوكيته لله سبحانه وتعالى، أما الإنسان الذي استجاب لرعونات نفسه فطغى وبغى واستكبر، وأخذ يفسد في الأرض، ويبْدِلُ إصلاح الله لها فساداً، وأخذ يغش ويخدع ويستلب الحقوق إن بصورة بارزة أو بصورة خفية، وسار على هذا النحو، فلسوف يستقبل الموت مصيبة وأي مصيبة، وعندما يدخل عليه ملك الموت يتبين ذلك تماماً، وانظروا في هذا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه،". قالت عائشة: أهو الموت يا رسول الله؟ فكلنا يكره الموت، قال: "ليس ذاك، ولكن المؤمن -أي المؤمن الصالح الذي وصفْتُه لكم الآن- إذا دنا إليه الموت بُشِّرَ بلقاء ربه، فلم يكن شيءٌ أمامه أحب إليه من الموت، وأما الكافر -أي الطاغي والباغي والمفسد في الأرض- فإذا دنا منه الموت بُشِّرَ بمقت الله وسخطه، فلم يكن شيءٌ أبغضَ وأخوفَ إليه من الموت".أنت تستطيع أن تجعل من الموت الذي أنت مقبل إليه عرساً وأي عرس، وتستطيع أن تجعل من الموت الذي أنت مقبل إليه مصيبةً تنسيك لذائذ الدنيا، تنسيك كل ليالي لهوك وفرحك وشؤونك، فيا عجباً لمن يلح على أن يجعل من الموت الذي هو مقبل إليه مصيبة وهو يملك أن يجعل من الموت الذي هو مقبل إليه عرساً.
متى يكون الموت مصيبة للحي؟ عندما يسير هذا الإنسان في فجاج الحياة وقد عرف خالقه وصانعه ومولاه، واصطبغ بحقيقة العبودية لهذا الإله، ثم أصغى إلى أوامره ووصاياه فنفذَّها كما طلب، سار في فجاج الحياة يمسك بموازين العدل، لا يظلم، لا يبغي، لا يعتو ولا يستكبر، سار في فجاج الحياة وهو يغرس في جنباتها أسباب الصلاح وعوامل الحب والود وعوامل صلة القربى، لا أقول بين الأقارب فقط، بل بين أفراد الرحم الإنساني أجمع، هذا الإنسان الذي يتسامى على البغي، يتسامى على العدوان، يتسامى على الغش، لا يخدع إخوانه في الإنسانية، لا يغشهم في معاملة أياً كان نوعها، لا يفسد في الأرض بعد أن أصلحها الله عز وجل، وسلَّمها الله لعباده صالحة، نفَّذ قول الله عز وجل: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} [الأعراف:56]، أصغى إلى بيان الله سبحانه وتعالى القائل: {لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص:76]، فقال: سمعاً وطاعةً يا رب {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص:77]، أقبل إلى الله قائلاً: سمعاً وطاعةً يا رب {وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} [القصص:77]، قال: نعم يا رب، عاهدتك ألا أفسد، عاهدتك ألا أبغي ولا أظلم، عاهدتك أن أمسك بميزان العدالة الذي أنزلته لعبادك في الأرض، لن أسير بين الناس إلا محتكماً إلى هذا الميزان.أما الإنسان الذي أعرض عن هويته، أعرض عن مملوكيته لله سبحانه وتعالى، أما الإنسان الذي استجاب لرعونات نفسه فطغى وبغى واستكبر، وأخذ يفسد في الأرض، ويبْدِلُ إصلاح الله لها فساداً، وأخذ يغش ويخدع ويستلب الحقوق إن بصورة بارزة أو بصورة خفية، وسار على هذا النحو، فلسوف يستقبل الموت مصيبة وأي مصيبة، وعندما يدخل عليه ملك الموت يتبين ذلك تماماً، وانظروا في هذا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه،". قالت عائشة: أهو الموت يا رسول الله؟ فكلنا يكره الموت، قال: "ليس ذاك، ولكن المؤمن -أي المؤمن الصالح الذي وصفْتُه لكم الآن- إذا دنا إليه الموت بُشِّرَ بلقاء ربه، فلم يكن شيءٌ أمامه أحب إليه من الموت، وأما الكافر -أي الطاغي والباغي والمفسد في الأرض- فإذا دنا منه الموت بُشِّرَ بمقت الله وسخطه، فلم يكن شيءٌ أبغضَ وأخوفَ إليه من الموت".أنت تستطيع أن تجعل من الموت الذي أنت مقبل إليه عرساً وأي عرس، وتستطيع أن تجعل من الموت الذي أنت مقبل إليه مصيبةً تنسيك لذائذ الدنيا، تنسيك كل ليالي لهوك وفرحك وشؤونك، فيا عجباً لمن يلح على أن يجعل من الموت الذي هو مقبل إليه مصيبة وهو يملك أن يجعل من الموت الذي هو مقبل إليه عرساً.
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه