الرئيسية
أحدث الصور
عدد المساهمات
من طرف "بسم الله الرحمن الرحيم"
أسباب الخلافات الزوجية
المقدمة :
عزيزي القارئ إن مجتمعنا الإسلامي قائم على مجموعة من الأسس و القواعد والتشريعات الإسلامية التي تدعو هذا المجتمع إلى إقامة الروابط الاجتماعية وتبين أهمية التكافل الاجتماعي بين أبنائه. وتبدأ هذه الأسس من اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع الإسلامي وهي الأسرة.
إن ترابط الأسرة وتماسك أفرادها وتعاونهم فيما بينهم قائم على صلاح أساس هذه الأسرة, فإن صلح الأساس ؛ صلح البناء , وأساس الأسرة بالطبع هم الأب و الأم .
إن العلاقة بين الزوجين يجب أن تقوم على أسس من الحب و الاحترام و التفاهم , فالأم هي التي تقوم بتربية الأبناء وإدارة شؤون المنزل والأب هو الذي يرعى الأسرة ويقوم بالعمل والإنفاق عليها, وبهذا يكون كل منهما مكملاً للآخر وهذا يستدعي أن تكون العلاقة بينهما علاقة ود واحترام متبادل, فإن كانت العلاقة غير ذلك قد تنشأ الخلافات والنزاعات التي قد تؤدي إلى انفصالهما , وهذا بالطبع ينعكس سلبياً على الأبناء , وليس فقط على الأبناء بل على المجتمع ككل .
وفي هذا البحث سنبين أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء الخلافات بين الزوجين.
أسباب الخلافات الزوجية :
1. التشكيك في عفة الزوجة :
إن مـن الصفات الحسنة للعروس ومحاسنها هي العفة ومن أهم الأسس الأولية للحياة الزوجية الثقة بين الزوجين ولكن يجب على المرأة بالأخص أن تزرع الثقـة في قلب زوجها وتبتعد عـن كل دنس وعن كل احتمال يؤدي إلى اتهامها والتشكيك بها فعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
, مَنْ وضع نفسه مواضع التهمة فلا يَلُومَنَّ مَنْ أساءَ بِه الظَّنَّ -.
وتشكيك الزوج بزوجتـه، وعدم الاطمئنان بها هو أهـم عامل في انهيار العلاقة الزوجيـة والتي تـؤدي إلى الطـلاق والفراق بينهما وتشتيت العائلة.
وهذا التشكيك مـن الزوج، سواء كان له واقع ومبرراته من سلوك الزوجة وتصرفاتها، أو لم يكن له واقع ، وإنما هو مجرد اتهام وبهتان .
2. انحراف الزوج:
إن صلاح الزوج له الأهميـة الكبرى في صـلاح العائلة وتماسكها واستقرارها ، وإذا انحرف الزوج سبب ذلك انحرافاً للعائلة بأجمعها وبالأخص الزوجة، فإذا علمت الزوجة من زوجها الانحراف الخلقي فقد يؤدي بها إلى الانحراف كذلك ، ومهما كان هو منحرفاً فإنه لا يرضى لزوجته الانحراف فيؤدي ذلك إلى النزاع والاختلاف ، ومهما كانت النتيجة فإن الزوج إذا انحرف فتح الباب الانحراف زوجته وعائلته فعن الإمام الصادق عليه السلام:
,عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم- .
3. تدخل أهل الزوجين في شؤونهما:
إن كثيراً من المشاكل بين الزوجين قد يكون سببها تدخل أهل الزوج في شؤون الزوجة فتحصل الغيرة من أم الزوج أو أخته أو والده عندما يهتم الزوج بزوجته ، أو يتدخلون في شؤون ولدهم الخاصة به مع زوجته ،
وهذا إما يؤدي إلى النزاع والتخاصم ، وإما يؤدي بعد ذلك إلى الافتراق والطلاق.
وكذلك تدخل أهل الزوجـة في شـؤون الزوجين مما يسبب النزاع بينهما وعدم الاستقرار ، أو تدخلهم في شؤون الزوجة من باب الغيرة على
ابنتهم ،فقد يملون عليها طريقة معينة في الحياة مع زوجها وتسمع وتطيع لهم أكثر مما تسمع وتطيع إلى زوجها ، فتأخذ الزوج الغيرة على زوجته من أنها تسمع لمتطلبـات أهلها ولا تستجيب لـه ، فيؤدي ذلك إلى الخلاف والنزاع فعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله :
, إن خير نسائكم الولود ، الودود ، العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها … -
ومعنى ذليلة مع زوجها : أنها منقادة إليه وتابعة له وترى نفسها أقل منه وإن كانت عزيزة في أهلها وقومها .
4. تدخل أحد الزوجين في شؤون الآخر :
الزوجة كامرأة لها حقوقها المالية أو المعنوية أو العائلية واختصاصاتها . فمثلاً ربما يكون عند الزوجة مال كإرث من أبيها أو أمها أو مرتبات شهرية من عملها أو من صداقها فلها حق التصرف فيـه كيف تشاء كتصرف أهل الأملاك في أملاكهم.
فإن عدم معرفة الزوج بحقوق زوجتـه وتدخله في شؤونها الخاصة بها يسبب الخلاف العائلي وقد يتطور إلى حالة الانفصال وأما شؤون الزوج واختصاصاتـه فأكثر من الزوجة بكثير، فله حق التصرف في أمواله كما له حق أن يعيش بـالشكل الذي يتناسب مع حاله ، أو يحتفظ لنفسه ببعض الأسرار في حياته الاجتماعية ، أو العائلية أو اتخاذ أي مهنة في عمله ، وكذلك مـن حـق الزوج أن يتزوج بامرأة أخرى ، فليس للمرأة حق الاعتراض عليه.فيجب على المرأة أن تتعرف على حقوق زوجها ، وتفسح له المجال في مزاولـة حقوقه . وكثير من النساء اللاتي تتدخل في أمور تتصور أنه من حقها ، وهو ليس كذلك فيؤدي إلى التنافر وربما إلى الانفصال .
5. كثرة الجدال بين الزوجين :
إن الجدال مع أي طرف من الأطراف من الأمور المذمومة التي كرهها الإسلام لان الجـدال أقل نتائجه هو العداوة والبغضاء بين الطرفين و إلا
فيه الكثير من السلبيات ؛ فعن أمير المؤمنين عليه السلام :
, إياكم والجدال فإنه يورث الشك -
فإن المجادل يتحول من الرزانة والتعقل إلى الانفعال وعدم ضبط أعصابه ويفقد السيطرة على نفسه حينما يواجه رأياً مخالفاً لرأيه فيتكلم الزوجان الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر فتجد الزوج يشتم ويسب من جهة والزوجة وينتهي الأمر بخلاف عقيم لا يحل إلا بالمشاجرات.
6. عصبية الرجل :
كثير من الرجـال يتصور أن رجولته وعظمته وسيطرته
على زوجته حتى يخضعها إليه إنما يكون بـالعصبية والشدة
والصرامة ، وعدم التنازل عن أي شيء ولو بمقدار أنملة ،
قد يكون في خارج المنزل لا عنوان له وهو عادي ، أو مرن
مع الناس ، ولكنـه في المنزل ذئب ضارٍ على زوجته
وأطفاله ، إن المرأة باعتبار التكذيب الخَلقي لها ومـا تنطوي عليه مـن العواطف الجياشة والأهواء والرغبات التي كثيرة ما تكون قائمة على تصورات وأوهام وعادات اجتماعية أو تربية معينة . إنها بشر حساس سريع التأثر وسريعة التبدل فإصرار الرجـل على عناده حتى وإن كان مخطئاً فهذا قد يؤدي إلى زيادة المشاكل بين الزوجين وقد يؤدي في نهايـة المطاف إلى انهيار العلاقة الزوجية بينهما .
7. زواج الصغار:
من الأمور المكروهة في الـزواج هـو أن يزوج كل من أبوي الولد والبنت الصغيرين ، فهو وإن كان من الناحية الشرعيـة وبحسب ولاية الأب على ابنه الصغير أو ابنته الصغيرة وحسب ما يراهما من مصلحة للطفلين ، إلا أنه مع هذا كله فإنه مكروه لما ينجم بعد ذلك في حياة الزوجين ، فقلة
خبرة الزوجان تجعلهما يفاجئان بواقع متطلبات الحياة والتي لم تخطر على بالهما فينعكس على العائلة ككل.فينتشر التوتر والقلق والشعور بعدم الاطمئنان والكآبة بينهما نتيجة لما تزخر به الحياة في وقتنا الحاضر من صراعات و مشاكل.
8. عدم قيام الزوجين بواجباتهما :
على الزوج مسؤوليات وواجبات نحو الزوجة والعائلة ككل
من النفقة والمسكن والملبس
وبالنسبة للزوجة خاصة فيما يرجع إلى حقوقها الجنسيـة فيجب عليـه أن يقوم بكل ذلك وعلى الزوج – أيضاً –أن يجعل نصب
عينيه قول الله تعالى "{ وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً }.فلو قصر أو تمرد ولم ينصاع إلى الأوامر الإلهية فبطبيعة الحال سوف يؤدي إلى حدوث المشاكل العائلية وانحلال الأسرة .
وكما يوجد واجبات ومسؤوليات على الزوج ،كذلك المرأة عليها واجبات ومسؤوليات نحو زوجها ونحو أطفالها؛ فيجب عليها أن تسمع وتطيع لزوجها من الناحيـة الجنسيـة وتشبع رغبته وأن تواسيه في أفراحه وأحزانه وأن تقوم بتربية الأولاد تربية حسنة وغيرها مـن الواجبات الأخرى فلو قصرت في واجبـاتها وأهملت مسؤولياتها ، فسوف يقع الاختلاف بين الزوجين .
9. تحكيم العاطفة أو المصلحة المادية عند اختيار الزوج :
فمشاكل الزواج التي تعيشها المجتمعات اليوم جلها ناشئ عن التسرع في اختيار الزوج أو الزوجة ، وقد يكون ذلك بنظرة عابرة فيتعلق كل منهما بالآخر دون محاولة معرفة الأصل والبيئة التي نشأ فيها كل منهما ، لأن
الجمال الخارجي لا يمكن أن يكون مقياساً ، لأنه قد انتشرت في المحلات التجارية العديد من مساحيق التجميل التي توهم الناظر بعكس الأصل، وبعد أن تمر من حياتهما أشهر قليلة يكتشفان الفرق الشاسع بينهما من الأخلاق أو المزاج أو الثقافة أو الميول فيكون ذلك سببا ً من أسباب المشكلات العائلية التي تؤدي بالأسرة إلى التفكك والتصدع .
10. خروج المرأة إلى العمل ومطالبتها بالمساواة مع الرجل :
تأخذ بعض المجتمعات اليوم بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة- بعيدا عن المحافظة على تعاليم الإسلام-خاصة فيما يتعلق بتربية الأطفال ، وإصدار القرارات وأمور الترفيه ، والسبب في هذا ازدياد عمل المرأة ، وإقبال النساء على التعليم ، والاعتراف التدريجي
بالحقوق القانونية للمرأة المساوية لحقوق الرجل ، ولكن اندفاع النساء لمتسرع نحو الاستمساك بحقوقهن وممارستهن لها بشيء من التحدي ، أدى إلى اختلال نظام الأسرة ، وحدوث تصدعات خطيرة في الوحدة الأسرية . وعموماً فإن البعد عن المنهج الإسلامي في الحياة يؤدي بالأسرة إلى التفكك والانهيار .
11. أن تكون الأسرة لاهثة وراء المادة :
فإن ذلك يؤدي بها إلى تطأ جميع القيم في سبيل تحصيل هذه المادة التي يلهث كل أحد منها وراءها - بعيدا عن المحافظة على تعاليم الإسلام-فينتج عن ذلك مجموعة من العوامل والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى تفككها و ضعفها و انتشار الخلافات فيها وهذه العوامل تتلخص في الأتي :
1- عدم اهتمام الوالدين بتربية الأولاد تربية صحيحة .
2- عدم استقامة الوالدين في سلوكهما .
3- فعل الوالدين المنكرات أمام الأولاد .
4- عدم الاهتمام بظروف الأولاد ومستقبلهم .
5- عدم إعاشتهم عيشة كريمة .
6- عدم رعاية شؤونهم والقيام بالواجب نحوهم .
7- عدم العدل بين الأولاد في المعاملة ونحو ذلك.
12. وسائل الإعلام ( التلفاز والسينما والفيديو )
إن وسائل الإعلام تتباين آثارها ، وأخطر هذه الوسائل التي استخدمت في غزو أفكار المسلمين هو التلفاز ، لأنه زاحم الأسرة في المهمة التي أوكلت إليه ،وهي مهمة تربية الأولاد ، كذلك أصبح في أغلب الأحيان الرابط و الجامع الوحيد للأسرة فأصبح التلفاز هو المربي للأجيال حيث ينشئهم بعيدين عن المنهج الصحيح ، ولو تتبعنا برامج التلفاز والإذاعة والسينما والمسرح في البلاد العربية نجد أن أكثر البرامج ترمي إلى هدم الشرف وتوجه نحو الخنا و الزنا وتشجع على السفور والاختلاط ،والإباحية والمفاسد الاجتماعية كالقتل والسرقة وارتكاب الجرائم التي تهدد المجتمع ويمكن القول أن التلفاز لم يصل إلى بلاد الإسلام والمسلمين إلا لقصد الفساد والإفساد .
ولا يتوقف الإفساد عن طريق الأفلام والمسلسلات فقط ، فالإعلانات والدعايات التي تعرض في التلفاز تضم بين طياتها وسائل إفساد الشباب والشابات ، ولا سيما الشباب فكثيراً من هذه الدعايات تستعمل فيها المرأة لجذب أنظار.
وقد استخدمت هذه الوسائل بشكل عام لحرب المسلمين وتدمير أخلاقهم فقد أدى ذلك إلى انتشار العادات السيئة ومنها
- تشبه الرجال بالنساء ، وتشبه النساء بالرجال .
- تبرج المرأة وإظهار مفاتنها للرجال .
- متابعة الأفلام الخليعة والمسرحيات الماجنة.
- التهافت على أشرطة الجنس والدعارة .
- متابعة المجلات التي تنشر الصور العارية الفاضحة .
فأدى ذلك إلى نشوء علاقات غير سليمة بين الأزواج ناتجة عن تسميم أفكار كل من الزوج و الزوجة فكلاهما يبحث عن صورة الشريك المرسومة لهما فيشعران بالنقص و تدب الخلافات بينهم وكذلك فإن الشباب و الشابات الذين تفسد أخلاقهم الآن هم الزوج و الزوجة في المستقبل فينعكس ذلك على حياتهم و التي تكون في أغلب الأحيان حياة تعيسة تملؤها الخلافات و التي تقضي على المودة و الألفة بين الزوجين.
13. هذه مجموعة من الأسباب :
1-المقارنة التي تتبعها الفتاه وذلك بأن زوج صديقاتها يمطرها بالهدايا ويحيطها بالحنان والرعاية ويعطيها كذا وكذا وإلى أخره من المقارنات التي تسمم حياتها الزوجية وتجعلها جحيماً لا يطاق
2-الغيرة القاتلة ومراقبة الرجل في كل حركاته وسكناته وتقليب ملابسه ومراقبة نظراته سواء كان في الأسواق أو مشاهدة التلفاز أو نحوه ... مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما ثم إلى الطلاق
3- انشغال المرأة بصالونات التجميل ومتابعة أخر أخبار الموضة بالأسواق وكثرة الزيارات الخاصة للصديقات في المطاعم وغيرها مما يؤدي إلى إهمال البيت وبالتالي ينفذ صبر الرجل.
الخاتمة :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..
رمزي الحباشنة
أسباب الخلافات الزوجية
المقدمة :
عزيزي القارئ إن مجتمعنا الإسلامي قائم على مجموعة من الأسس و القواعد والتشريعات الإسلامية التي تدعو هذا المجتمع إلى إقامة الروابط الاجتماعية وتبين أهمية التكافل الاجتماعي بين أبنائه. وتبدأ هذه الأسس من اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع الإسلامي وهي الأسرة.
إن ترابط الأسرة وتماسك أفرادها وتعاونهم فيما بينهم قائم على صلاح أساس هذه الأسرة, فإن صلح الأساس ؛ صلح البناء , وأساس الأسرة بالطبع هم الأب و الأم .
إن العلاقة بين الزوجين يجب أن تقوم على أسس من الحب و الاحترام و التفاهم , فالأم هي التي تقوم بتربية الأبناء وإدارة شؤون المنزل والأب هو الذي يرعى الأسرة ويقوم بالعمل والإنفاق عليها, وبهذا يكون كل منهما مكملاً للآخر وهذا يستدعي أن تكون العلاقة بينهما علاقة ود واحترام متبادل, فإن كانت العلاقة غير ذلك قد تنشأ الخلافات والنزاعات التي قد تؤدي إلى انفصالهما , وهذا بالطبع ينعكس سلبياً على الأبناء , وليس فقط على الأبناء بل على المجتمع ككل .
وفي هذا البحث سنبين أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء الخلافات بين الزوجين.
أسباب الخلافات الزوجية :
1. التشكيك في عفة الزوجة :
إن مـن الصفات الحسنة للعروس ومحاسنها هي العفة ومن أهم الأسس الأولية للحياة الزوجية الثقة بين الزوجين ولكن يجب على المرأة بالأخص أن تزرع الثقـة في قلب زوجها وتبتعد عـن كل دنس وعن كل احتمال يؤدي إلى اتهامها والتشكيك بها فعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله :
, مَنْ وضع نفسه مواضع التهمة فلا يَلُومَنَّ مَنْ أساءَ بِه الظَّنَّ -.
وتشكيك الزوج بزوجتـه، وعدم الاطمئنان بها هو أهـم عامل في انهيار العلاقة الزوجيـة والتي تـؤدي إلى الطـلاق والفراق بينهما وتشتيت العائلة.
وهذا التشكيك مـن الزوج، سواء كان له واقع ومبرراته من سلوك الزوجة وتصرفاتها، أو لم يكن له واقع ، وإنما هو مجرد اتهام وبهتان .
2. انحراف الزوج:
إن صلاح الزوج له الأهميـة الكبرى في صـلاح العائلة وتماسكها واستقرارها ، وإذا انحرف الزوج سبب ذلك انحرافاً للعائلة بأجمعها وبالأخص الزوجة، فإذا علمت الزوجة من زوجها الانحراف الخلقي فقد يؤدي بها إلى الانحراف كذلك ، ومهما كان هو منحرفاً فإنه لا يرضى لزوجته الانحراف فيؤدي ذلك إلى النزاع والاختلاف ، ومهما كانت النتيجة فإن الزوج إذا انحرف فتح الباب الانحراف زوجته وعائلته فعن الإمام الصادق عليه السلام:
,عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم- .
3. تدخل أهل الزوجين في شؤونهما:
إن كثيراً من المشاكل بين الزوجين قد يكون سببها تدخل أهل الزوج في شؤون الزوجة فتحصل الغيرة من أم الزوج أو أخته أو والده عندما يهتم الزوج بزوجته ، أو يتدخلون في شؤون ولدهم الخاصة به مع زوجته ،
وهذا إما يؤدي إلى النزاع والتخاصم ، وإما يؤدي بعد ذلك إلى الافتراق والطلاق.
وكذلك تدخل أهل الزوجـة في شـؤون الزوجين مما يسبب النزاع بينهما وعدم الاستقرار ، أو تدخلهم في شؤون الزوجة من باب الغيرة على
ابنتهم ،فقد يملون عليها طريقة معينة في الحياة مع زوجها وتسمع وتطيع لهم أكثر مما تسمع وتطيع إلى زوجها ، فتأخذ الزوج الغيرة على زوجته من أنها تسمع لمتطلبـات أهلها ولا تستجيب لـه ، فيؤدي ذلك إلى الخلاف والنزاع فعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله :
, إن خير نسائكم الولود ، الودود ، العفيفة ، العزيزة في أهلها ، الذليلة مع بعلها … -
ومعنى ذليلة مع زوجها : أنها منقادة إليه وتابعة له وترى نفسها أقل منه وإن كانت عزيزة في أهلها وقومها .
4. تدخل أحد الزوجين في شؤون الآخر :
الزوجة كامرأة لها حقوقها المالية أو المعنوية أو العائلية واختصاصاتها . فمثلاً ربما يكون عند الزوجة مال كإرث من أبيها أو أمها أو مرتبات شهرية من عملها أو من صداقها فلها حق التصرف فيـه كيف تشاء كتصرف أهل الأملاك في أملاكهم.
فإن عدم معرفة الزوج بحقوق زوجتـه وتدخله في شؤونها الخاصة بها يسبب الخلاف العائلي وقد يتطور إلى حالة الانفصال وأما شؤون الزوج واختصاصاتـه فأكثر من الزوجة بكثير، فله حق التصرف في أمواله كما له حق أن يعيش بـالشكل الذي يتناسب مع حاله ، أو يحتفظ لنفسه ببعض الأسرار في حياته الاجتماعية ، أو العائلية أو اتخاذ أي مهنة في عمله ، وكذلك مـن حـق الزوج أن يتزوج بامرأة أخرى ، فليس للمرأة حق الاعتراض عليه.فيجب على المرأة أن تتعرف على حقوق زوجها ، وتفسح له المجال في مزاولـة حقوقه . وكثير من النساء اللاتي تتدخل في أمور تتصور أنه من حقها ، وهو ليس كذلك فيؤدي إلى التنافر وربما إلى الانفصال .
5. كثرة الجدال بين الزوجين :
إن الجدال مع أي طرف من الأطراف من الأمور المذمومة التي كرهها الإسلام لان الجـدال أقل نتائجه هو العداوة والبغضاء بين الطرفين و إلا
فيه الكثير من السلبيات ؛ فعن أمير المؤمنين عليه السلام :
, إياكم والجدال فإنه يورث الشك -
فإن المجادل يتحول من الرزانة والتعقل إلى الانفعال وعدم ضبط أعصابه ويفقد السيطرة على نفسه حينما يواجه رأياً مخالفاً لرأيه فيتكلم الزوجان الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر فتجد الزوج يشتم ويسب من جهة والزوجة وينتهي الأمر بخلاف عقيم لا يحل إلا بالمشاجرات.
6. عصبية الرجل :
كثير من الرجـال يتصور أن رجولته وعظمته وسيطرته
على زوجته حتى يخضعها إليه إنما يكون بـالعصبية والشدة
والصرامة ، وعدم التنازل عن أي شيء ولو بمقدار أنملة ،
قد يكون في خارج المنزل لا عنوان له وهو عادي ، أو مرن
مع الناس ، ولكنـه في المنزل ذئب ضارٍ على زوجته
وأطفاله ، إن المرأة باعتبار التكذيب الخَلقي لها ومـا تنطوي عليه مـن العواطف الجياشة والأهواء والرغبات التي كثيرة ما تكون قائمة على تصورات وأوهام وعادات اجتماعية أو تربية معينة . إنها بشر حساس سريع التأثر وسريعة التبدل فإصرار الرجـل على عناده حتى وإن كان مخطئاً فهذا قد يؤدي إلى زيادة المشاكل بين الزوجين وقد يؤدي في نهايـة المطاف إلى انهيار العلاقة الزوجية بينهما .
7. زواج الصغار:
من الأمور المكروهة في الـزواج هـو أن يزوج كل من أبوي الولد والبنت الصغيرين ، فهو وإن كان من الناحية الشرعيـة وبحسب ولاية الأب على ابنه الصغير أو ابنته الصغيرة وحسب ما يراهما من مصلحة للطفلين ، إلا أنه مع هذا كله فإنه مكروه لما ينجم بعد ذلك في حياة الزوجين ، فقلة
خبرة الزوجان تجعلهما يفاجئان بواقع متطلبات الحياة والتي لم تخطر على بالهما فينعكس على العائلة ككل.فينتشر التوتر والقلق والشعور بعدم الاطمئنان والكآبة بينهما نتيجة لما تزخر به الحياة في وقتنا الحاضر من صراعات و مشاكل.
8. عدم قيام الزوجين بواجباتهما :
على الزوج مسؤوليات وواجبات نحو الزوجة والعائلة ككل
من النفقة والمسكن والملبس
وبالنسبة للزوجة خاصة فيما يرجع إلى حقوقها الجنسيـة فيجب عليـه أن يقوم بكل ذلك وعلى الزوج – أيضاً –أن يجعل نصب
عينيه قول الله تعالى "{ وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن
فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً }.فلو قصر أو تمرد ولم ينصاع إلى الأوامر الإلهية فبطبيعة الحال سوف يؤدي إلى حدوث المشاكل العائلية وانحلال الأسرة .
وكما يوجد واجبات ومسؤوليات على الزوج ،كذلك المرأة عليها واجبات ومسؤوليات نحو زوجها ونحو أطفالها؛ فيجب عليها أن تسمع وتطيع لزوجها من الناحيـة الجنسيـة وتشبع رغبته وأن تواسيه في أفراحه وأحزانه وأن تقوم بتربية الأولاد تربية حسنة وغيرها مـن الواجبات الأخرى فلو قصرت في واجبـاتها وأهملت مسؤولياتها ، فسوف يقع الاختلاف بين الزوجين .
9. تحكيم العاطفة أو المصلحة المادية عند اختيار الزوج :
فمشاكل الزواج التي تعيشها المجتمعات اليوم جلها ناشئ عن التسرع في اختيار الزوج أو الزوجة ، وقد يكون ذلك بنظرة عابرة فيتعلق كل منهما بالآخر دون محاولة معرفة الأصل والبيئة التي نشأ فيها كل منهما ، لأن
الجمال الخارجي لا يمكن أن يكون مقياساً ، لأنه قد انتشرت في المحلات التجارية العديد من مساحيق التجميل التي توهم الناظر بعكس الأصل، وبعد أن تمر من حياتهما أشهر قليلة يكتشفان الفرق الشاسع بينهما من الأخلاق أو المزاج أو الثقافة أو الميول فيكون ذلك سببا ً من أسباب المشكلات العائلية التي تؤدي بالأسرة إلى التفكك والتصدع .
10. خروج المرأة إلى العمل ومطالبتها بالمساواة مع الرجل :
تأخذ بعض المجتمعات اليوم بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة- بعيدا عن المحافظة على تعاليم الإسلام-خاصة فيما يتعلق بتربية الأطفال ، وإصدار القرارات وأمور الترفيه ، والسبب في هذا ازدياد عمل المرأة ، وإقبال النساء على التعليم ، والاعتراف التدريجي
بالحقوق القانونية للمرأة المساوية لحقوق الرجل ، ولكن اندفاع النساء لمتسرع نحو الاستمساك بحقوقهن وممارستهن لها بشيء من التحدي ، أدى إلى اختلال نظام الأسرة ، وحدوث تصدعات خطيرة في الوحدة الأسرية . وعموماً فإن البعد عن المنهج الإسلامي في الحياة يؤدي بالأسرة إلى التفكك والانهيار .
11. أن تكون الأسرة لاهثة وراء المادة :
فإن ذلك يؤدي بها إلى تطأ جميع القيم في سبيل تحصيل هذه المادة التي يلهث كل أحد منها وراءها - بعيدا عن المحافظة على تعاليم الإسلام-فينتج عن ذلك مجموعة من العوامل والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى تفككها و ضعفها و انتشار الخلافات فيها وهذه العوامل تتلخص في الأتي :
1- عدم اهتمام الوالدين بتربية الأولاد تربية صحيحة .
2- عدم استقامة الوالدين في سلوكهما .
3- فعل الوالدين المنكرات أمام الأولاد .
4- عدم الاهتمام بظروف الأولاد ومستقبلهم .
5- عدم إعاشتهم عيشة كريمة .
6- عدم رعاية شؤونهم والقيام بالواجب نحوهم .
7- عدم العدل بين الأولاد في المعاملة ونحو ذلك.
12. وسائل الإعلام ( التلفاز والسينما والفيديو )
إن وسائل الإعلام تتباين آثارها ، وأخطر هذه الوسائل التي استخدمت في غزو أفكار المسلمين هو التلفاز ، لأنه زاحم الأسرة في المهمة التي أوكلت إليه ،وهي مهمة تربية الأولاد ، كذلك أصبح في أغلب الأحيان الرابط و الجامع الوحيد للأسرة فأصبح التلفاز هو المربي للأجيال حيث ينشئهم بعيدين عن المنهج الصحيح ، ولو تتبعنا برامج التلفاز والإذاعة والسينما والمسرح في البلاد العربية نجد أن أكثر البرامج ترمي إلى هدم الشرف وتوجه نحو الخنا و الزنا وتشجع على السفور والاختلاط ،والإباحية والمفاسد الاجتماعية كالقتل والسرقة وارتكاب الجرائم التي تهدد المجتمع ويمكن القول أن التلفاز لم يصل إلى بلاد الإسلام والمسلمين إلا لقصد الفساد والإفساد .
ولا يتوقف الإفساد عن طريق الأفلام والمسلسلات فقط ، فالإعلانات والدعايات التي تعرض في التلفاز تضم بين طياتها وسائل إفساد الشباب والشابات ، ولا سيما الشباب فكثيراً من هذه الدعايات تستعمل فيها المرأة لجذب أنظار.
وقد استخدمت هذه الوسائل بشكل عام لحرب المسلمين وتدمير أخلاقهم فقد أدى ذلك إلى انتشار العادات السيئة ومنها
- تشبه الرجال بالنساء ، وتشبه النساء بالرجال .
- تبرج المرأة وإظهار مفاتنها للرجال .
- متابعة الأفلام الخليعة والمسرحيات الماجنة.
- التهافت على أشرطة الجنس والدعارة .
- متابعة المجلات التي تنشر الصور العارية الفاضحة .
فأدى ذلك إلى نشوء علاقات غير سليمة بين الأزواج ناتجة عن تسميم أفكار كل من الزوج و الزوجة فكلاهما يبحث عن صورة الشريك المرسومة لهما فيشعران بالنقص و تدب الخلافات بينهم وكذلك فإن الشباب و الشابات الذين تفسد أخلاقهم الآن هم الزوج و الزوجة في المستقبل فينعكس ذلك على حياتهم و التي تكون في أغلب الأحيان حياة تعيسة تملؤها الخلافات و التي تقضي على المودة و الألفة بين الزوجين.
13. هذه مجموعة من الأسباب :
1-المقارنة التي تتبعها الفتاه وذلك بأن زوج صديقاتها يمطرها بالهدايا ويحيطها بالحنان والرعاية ويعطيها كذا وكذا وإلى أخره من المقارنات التي تسمم حياتها الزوجية وتجعلها جحيماً لا يطاق
2-الغيرة القاتلة ومراقبة الرجل في كل حركاته وسكناته وتقليب ملابسه ومراقبة نظراته سواء كان في الأسواق أو مشاهدة التلفاز أو نحوه ... مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما ثم إلى الطلاق
3- انشغال المرأة بصالونات التجميل ومتابعة أخر أخبار الموضة بالأسواق وكثرة الزيارات الخاصة للصديقات في المطاعم وغيرها مما يؤدي إلى إهمال البيت وبالتالي ينفذ صبر الرجل.
الخاتمة :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة وتنزل البركات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..
رمزي الحباشنة
» دعــــاء
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
» توقف القلم
» معلــــومه+صورة لنتشارك
» رحيلك ياأمي
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
» اي نوع قلمك ؟؟؟
» ترويض الكلب ( قصيرة )