زبيدة زوجة الرشيد
كانت زبيدة تتمنى بينها وبين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب
اليافع، وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به، فقد عاد ابن
عمها هارون الرشيد مع أبيه الخليفة "المهدى" من ميدان
المعركة بعد أن حققا النصر على الروم، نصبت الزينات وأقيمت
الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد العرب وتزوجت
زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت
بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها
ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا”
الأمين، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت
ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه،وكان شديدًا عليه،
تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
وتولى هارون الرشيد الخلافة، فازداد الخير فى البلاد، واتسع
ملكه. وتأتي زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد من
طلائع النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية عملاقة، وذلك من نفقتها الخاصة؛
ففي رحلتها للحج سنة (186هـ= 802م) رأت ما يعانيه أهل مكة المكرمة
من جهد في سبيل الحصول على الماء الصالح للشرب، فبادرت باستدعاء
خازن مالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد لإيجاد حل
سريع وفعال لهذه المشكلة .
فأخبرها الخازن أن هناك صعوبات كبيرة في حل هذه المشكلة،
وأن إيجاد الماء العذب لمكة سيكلفها أموالا طائلة، فما كان من
زبيدة إلا أن أمرته بتنفيذ المشروع حتى لو كانت ضربة
المعول بدينار (أي أن تكون ضربة المعول بما يعادل 40 دولارا
حاليا) وهو ما يؤكد صدق عزيمتها للقيام بهذا المشروع. وقد
قام المهندسون والعمال بوصل منابع المياه من الجبال حتى
أوصلوها بعين حنين بمكة، وتم تمهيد الطريق للماء في كل
منخفض وسهل وجبل، وعرفت العين بعين زبيدة، وكان طولها
حوالي 10 أميال، كما أقامت الكثير من الآبار والمنازل
والمساجد على الطريق بين بغداد ومكة.
وهذه الأعمال لا تقوم بها إلا الدول، فإذا قامت به سيدة فاضلة
فهو دليل على قلبها العامر بالخير، وقدرتها على تنفيذ العمل
الاجتماعي الخيري.
ويذكر أن زبيدة أنفقت في رحلة الحج تلك التي استمرت حوالي
60 يوما ما يقرب من 54 مليون درهم، وهو ما يشير إلى
حجم ثرائها الواسع وإنفاقها الكبير في وجوه الخير.
ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى
المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على
طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون.
ويُذكر لزبيدة أيضا أنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن
الكريم، وأنهن كن يقرأنه بالليل فكان يُسمع من قصرها دوي
كدوي النحل من هذه القراءة، فقصرها كان أشبه بمدرسة أو
معهد راق لتعليم القرآن الكريم تتعلم فيه مائة فتاة من حافظات
القرآن القارئات له والمتعبدات به آناء الليل.
وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن
هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى
أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛
فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه، فقال لها الرشيد :
ويحك، إنما هي أمة محمد،ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى،
وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة
فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله
فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان
أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى
الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم فدعينى حتى أنظر فى أمرى.
وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه محمد الأمين،
ثم للمأمون من بعده.وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين،
وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ،
وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ،
ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه،
وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا
أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض .فقال المأمون:
ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة
بالخير والبر، فرحمة الله عليها.
كانت زبيدة تتمنى بينها وبين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب
اليافع، وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به، فقد عاد ابن
عمها هارون الرشيد مع أبيه الخليفة "المهدى" من ميدان
المعركة بعد أن حققا النصر على الروم، نصبت الزينات وأقيمت
الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد العرب وتزوجت
زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت
بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها
ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا”
الأمين، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت
ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه،وكان شديدًا عليه،
تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
وتولى هارون الرشيد الخلافة، فازداد الخير فى البلاد، واتسع
ملكه. وتأتي زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد من
طلائع النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية عملاقة، وذلك من نفقتها الخاصة؛
ففي رحلتها للحج سنة (186هـ= 802م) رأت ما يعانيه أهل مكة المكرمة
من جهد في سبيل الحصول على الماء الصالح للشرب، فبادرت باستدعاء
خازن مالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد لإيجاد حل
سريع وفعال لهذه المشكلة .
فأخبرها الخازن أن هناك صعوبات كبيرة في حل هذه المشكلة،
وأن إيجاد الماء العذب لمكة سيكلفها أموالا طائلة، فما كان من
زبيدة إلا أن أمرته بتنفيذ المشروع حتى لو كانت ضربة
المعول بدينار (أي أن تكون ضربة المعول بما يعادل 40 دولارا
حاليا) وهو ما يؤكد صدق عزيمتها للقيام بهذا المشروع. وقد
قام المهندسون والعمال بوصل منابع المياه من الجبال حتى
أوصلوها بعين حنين بمكة، وتم تمهيد الطريق للماء في كل
منخفض وسهل وجبل، وعرفت العين بعين زبيدة، وكان طولها
حوالي 10 أميال، كما أقامت الكثير من الآبار والمنازل
والمساجد على الطريق بين بغداد ومكة.
وهذه الأعمال لا تقوم بها إلا الدول، فإذا قامت به سيدة فاضلة
فهو دليل على قلبها العامر بالخير، وقدرتها على تنفيذ العمل
الاجتماعي الخيري.
ويذكر أن زبيدة أنفقت في رحلة الحج تلك التي استمرت حوالي
60 يوما ما يقرب من 54 مليون درهم، وهو ما يشير إلى
حجم ثرائها الواسع وإنفاقها الكبير في وجوه الخير.
ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى
المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على
طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون.
ويُذكر لزبيدة أيضا أنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن
الكريم، وأنهن كن يقرأنه بالليل فكان يُسمع من قصرها دوي
كدوي النحل من هذه القراءة، فقصرها كان أشبه بمدرسة أو
معهد راق لتعليم القرآن الكريم تتعلم فيه مائة فتاة من حافظات
القرآن القارئات له والمتعبدات به آناء الليل.
وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن
هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى
أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛
فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه، فقال لها الرشيد :
ويحك، إنما هي أمة محمد،ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى،
وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة
فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله
فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان
أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى
الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم فدعينى حتى أنظر فى أمرى.
وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه محمد الأمين،
ثم للمأمون من بعده.وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين،
وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ،
وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ،
ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه،
وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا
أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض .فقال المأمون:
ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة
بالخير والبر، فرحمة الله عليها.
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه