بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال ما أكثر ماتصل إلى مسامعنا من بعض الرجال المتسلطة والمستبدة، والتي ترى في ذكوريتها المنفذ الكبير لتفريغ شحناتها وغضبها المكبوت وتسليطه على المرأة تلك المخلوق الثاني على وجه البسيطة (طبعاً بنظر أمثال هذا المجتمع الذكوري)
ما أود هنا توضيحه لبعض العقول المتقوقعة على ذاتها، هل فعلاً نحن النساء؟؟؟ عورة بعورة، صوتنا عورة، معرفة اسمنا عورة، وهل أباح الشرع لأوليائنا التسلط علينا وضربَنا واضطهادنا والتحكم بأفعالنا؟؟؟
هل فعلا الشرع وضعنا في المنزلة الثانية بعد الرجل؟؟؟
هل فعلا الشرع رآنا ناقصات عقل ودين؟؟؟ وماالمقصود من هذا الحديث النبوي؟؟؟
نحن دائما نذكر هذا الحديث النبوي ونتناسى غيره من الأحاديث...
هناك من يقول نعم أنتم كذلك.. ألم تسمعوا بهذه الأحاديث التي يقول فيها النبي: النساء حبائل الشيطان، النساء مصابيح البيوت ولكن لا تعلموهن، لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً، طاعة المرأة ندامة، أعدى عدوك زوجتك، هلكت الرجال حين أطاعت النساء، شاورهن وخالفوهن...
أقول: طبعاً هذه ليست بأحاديث نبوية، وإنما أحاديث موضوعة ...واختراع الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن قصد جريمة لا تغتفر، كما قال صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعدة من النار..
فهذه الأحاديث إما ضعيفة أو موضوعة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
ألم تسمعوا بتلك الأحاديث الصحيحة التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم:
ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار.
وقوله: من ولد له ثلاث بنات فأدبهن وأكرمهن وعلمهن دخل الجنة، فقال واحد: يا رسول الله وبنتان قال: بنتان، قال آخر: فإن كانت واحدة، قال: فواحدة.
ويقول: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله. ويقول: استوصوا بالنساء خيراً، ويقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي..
نعم هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى المرأة بأقواله وأفعاله ... وكان يحض على رعاية البنت والأخت والزوجة وإكرامهن، وكان يأخذ بوصيتهن ومشورتهن ويعمل بها..
ولا أدلَّ على ذلك من عمله بمشورة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم خيمتها مغضباً يقول: هلك المسلمون يا أم سلمة أمرتهم أن ينحروا بُدْنهم ويحلقوا رؤوسهم فلم يفعلوا، وكانوا آنذاك مغمومين حزانى أن منعتهم قريش من أداء العمرة لذلك العام، وعندما طلب النبيصلى الله عليه وسلم منهم أن يتحللوا، على أن يقضوا عمرتهم في العام القادم، كان ما يزال لديهم أمل في أداء العمرة..
فقالت أم سلمة: يا رسول الله هلا نحرت بدنتك بيدك ودعوت حالقك فحلق لك، عندها سيفعل المسلمون ذلك اقتداءاً بك، ولما فعل النبي صلى الله عليه وسلم تراكض المسلمون يفعلون ما أمرهم، وكان ذلك ببركة مشورة أم سلمة...
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أسماء زوجاته أمام الصحابة، ولم ير في ذلك بأساً، وكان يصرح بحبه لزوجتيه خديجة وعائشة أمام أصحابه، يعلمهم كيف يحبون زوجاتهم، وكان ينادي الصحابيات بأسمائهن وأمام الرجال فيقول: يا أسماء يا عائشة يا أم سليم ويا نسيبة ؟؟؟
فقال: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، إن الله كان علياً كبيراً) [سورة النساء:34]
هل حقاً يأمر الإسلام بهذا، أم أن هذه الرؤية هي تقاليد ذميمة نسبت زوراً وبهتاناً إلى الإسلام، ولغاية في نفوس الرجال الذين يحبون التسلط والاضطهاد..
الآية تذكر المرأة التي يخاف الزوج من نشوزها، والمرأة الناشز هي المرأة المترفعة على زوجها المعرضة عنه والمتجاهلة لحقوقه، وفي هذه الحال أمام الزوج ثلاث خطوات: الأولى الوعظ والتذكرة بالحسنى، فإن لم تتجاوب وتعد إلى رشدها، اتبع الخطوة الثانية الهجر في المضجع وليس عن المضجع، بأن يدير لها ظهره إشعاراً بأنه غاضب منها.. فإن لم تفد معها الخطوة الثانية، انتقل عند ذاك إلى الثالثة.. الضرب الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضرب خفيف غير مبرح.
الواقع أن الضرب بهذه الأوصاف التي يمكن أن يقال عنها آخر الدواء الكي، كانت لغير الخيار من الرجال،، يروى في هذا أن النساء اشتكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أزواجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس أولئك بخياركم، وفي رواية: لن يضرب خياركم.
ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحداً من صحابته الأخيار كان يضرب النساء، بل يروى أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يجادلنه وتعلو أصواتهن أحياناً على صوته، وتهجره إحداهن إلى الليل، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يروَ أنه قال لهن: لا تجادلن ولا ترفعن أصواتكن، فأنا السيد وأنا القوام..
بل كان يضحك لأنه يعرف أن الخلاف بين الزوجين أمر طبيعي، يمكن أن يحدث لأسباب بسيطة وعلى أمور جانبية وغير جانبية من طعام وشراب ولباس ونفقة، ولا يستوجب هذا قمع الزوجة أو اضطهادها لتستقيم حال الأسرة، ويستتب أمنها، بل العكس صحيح، إذ إن استيعاب الزوج لزوجته وتركَه مساحة واسعة من النقاش والجدال والغضب لتتحرك الزوجة من خلالها فيه تنفيس لما يعتريها من غضب وامتصاص له، لتعود الحياة إلى مجاريها بعد ساعات قليلة فقط..
مادام الإسلام يكرم المرأة إلى هذا الحد، فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم عن النساء ناقصات عقل ودين.
قال العلماء: هذا حديث له سياق ولا يجوز أن نبتره عن سياقه، وإلا جاء بعكس المراد.. طبعاً كلنا نعلم ما فعله إبليس حين قيل له : أتحفظ شيئاً من القرآن؟ قال نعم، قيل ما تحفظ قال: فويل للمصلين..
وهكذا يفعل بعض المتسلطين من الذكور..
سياق حديث ناقصات عقل ودين جاء على سبيل المباسطة والملاطفة والامتداح للنساء، وكان هذا حين خرج النبي إلى المصلى في عيد الفطر أو الأضحى فمر بالنساء، فقال: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. إذاً الحديث قيل على سبيل الامتداح والملاطفة، وليس المراد منه الانتقاص من المرأة، بل التركيز على تعجبه من قوة سلطانها على الرجال.
تغلب النساء على الرجال، رغم ما توصف به المرأة من ضعف البنية الجسدية مقارنة ببنية الرجل، ومن تغلب العاطفة مقارنة بعاطفة الرجل، إلا أنها أذهبُ للبه وعقله بحنانها ولينها وعاطفتها.
يقول فولتير: كل ما يفعله الرجال لا يساوي عاطفة واحدة من عواطف المرأة.
ثم إننا نأخذ جزءاً من الحديث ونهمل بقيته... أما الحديث بأكمله فهو على التالي:
عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟! قلن: بلى. قال فذلك من نقصان دينها.
كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمُه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء..
يقول جمهور العلماء: الحديث يقول خلقت من ضلع، ونحن نعلم أن الضلع كلَّه أعوج، والأضلاع هي عظام الصدر المعوجة لقصد حماية القلب من أي سوء أو أذى خارجي قد يتعرض له، ولولا اعوجاج هذه الأضلاع لما قامت بدورها في حماية القلب حق القيام. إذاً الرجل ضلع وهو أعوج، وهي مخلوقة من هذا الضلع الأعوج، إما على سبيل المجاز، أو على سبيل الحقيقة لأن أمنا حواء ورد في بعض الأحاديث أنها خلقت من ضلع آدم الأيسر...
لوجود الإنسان على الأرض..، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوّم نظرة الرجل الذي ينظر إلى عوج المرأة محاولاً إصلاحه وتقويمه بناءً على نظرته التسلطية الذكورية، لذلك نراه يتوجه إلى الرجال يوصيهم بالنساء، ولم يتوجه إلى النساء لأن المرأة تكون في بعض الأحيان هي المستضعفة، فضلاً عن أنها ليست هي التي تريد تقويم الرجل بل هو، إلى جانب أن طبيعة المرأة التسامح وقبول الآخر(الرجل) ومحاولة استيعاب عوجه.
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم لم يذم المرأة بهذا الحديث وإنما يمتدحها..
عاطفتها الجياشة هي نجاحها وسر عطائها وسر تحملها...
عطاؤها لزوجها ومحبتها له رغم صرامته ونزقه واستبداده في بعض الأحيان لا يستمر بدون تلك العاطفة..
صبرها على أبنائها في سن الصغر والمراهقة لا يستمر بدون هذه العاطفة. إذاً هذه العاطفة وسام على صدرها، لأنها رحمة لها وللأسرة، ووقاية لها من عوامل الترسب والانحلال.. وإن محاولة إصلاح هذا الاعوجاج اللازم لتستقيم الحياة هو في الواقع إفساد للضلع وتضييع لمهمته ودوره في الحياة، إفساد للأسرة وتضييع لها..
هناك من الرجال المتسلطين من يحبون أن يرون في زوجاتهم أنهن يجب أن يكن الأنثى الخانعة الخاضعة لإمرته وسيادته، وبما أن الصحيح في نظره ما يراه هو صحيحاً، والخطأ ما يراه هو خطأ، فإنه لا يفتأ يحاول تقويم زوجته لتكون صورة طبق الأصل عن طريقة تفكيره وتصرفاته... هذه الرؤية السادية لربما تقلب الحياة بينهما جحيماً لا يطاق.
طبعاً مستحيل أن يلغي الإنسان كيانه وشعوره وطبيعته وأحاسيسه، لتصبح كما يروق ويتناسب مع الطبائع الذكورية المستبدة، وكان على الزوج أن يتقرب من زوجته، فيفكر ولو مرة واحدة حسب طريقة تفكيرها، ويرى ولو لمرة واحدة بمنظارها، ويشعر ولو مرة واحدة أيضاً بشعورها..
إن ما يحتاجه الرجال في علاقتهم مع الإناث هو ثقافة تفهم الأنثى بدل ابتلاعها، ثقافة معرفتها وقبولها كما هي شخصيةٌ مغايرة لهم في عواطفها وتصرفاتها وطريقة تفكيرها وأن يتعايش معها على هذا.
أتمنى من الجنسين التعليق ومشاركتي الأفكار ومناقشتها بأسلوب هادئ رزين...
وبكل حرية وانفتاح... وبخاصة ممن يسمعنا هذه الكلمات فليأتي بالأدلة التي تسند أقواله تلك.....
أقوال ما أكثر ماتصل إلى مسامعنا من بعض الرجال المتسلطة والمستبدة، والتي ترى في ذكوريتها المنفذ الكبير لتفريغ شحناتها وغضبها المكبوت وتسليطه على المرأة تلك المخلوق الثاني على وجه البسيطة (طبعاً بنظر أمثال هذا المجتمع الذكوري)
ما أود هنا توضيحه لبعض العقول المتقوقعة على ذاتها، هل فعلاً نحن النساء؟؟؟ عورة بعورة، صوتنا عورة، معرفة اسمنا عورة، وهل أباح الشرع لأوليائنا التسلط علينا وضربَنا واضطهادنا والتحكم بأفعالنا؟؟؟
هل فعلا الشرع وضعنا في المنزلة الثانية بعد الرجل؟؟؟
هل فعلا الشرع رآنا ناقصات عقل ودين؟؟؟ وماالمقصود من هذا الحديث النبوي؟؟؟
نحن دائما نذكر هذا الحديث النبوي ونتناسى غيره من الأحاديث...
هناك من يقول نعم أنتم كذلك.. ألم تسمعوا بهذه الأحاديث التي يقول فيها النبي: النساء حبائل الشيطان، النساء مصابيح البيوت ولكن لا تعلموهن، لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً، طاعة المرأة ندامة، أعدى عدوك زوجتك، هلكت الرجال حين أطاعت النساء، شاورهن وخالفوهن...
أقول: طبعاً هذه ليست بأحاديث نبوية، وإنما أحاديث موضوعة ...واختراع الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن قصد جريمة لا تغتفر، كما قال صلى الله عليه وسلم: من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعدة من النار..
فهذه الأحاديث إما ضعيفة أو موضوعة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
ألم تسمعوا بتلك الأحاديث الصحيحة التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم:
ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يحسن إليهن إلا كن له ستراً من النار.
وقوله: من ولد له ثلاث بنات فأدبهن وأكرمهن وعلمهن دخل الجنة، فقال واحد: يا رسول الله وبنتان قال: بنتان، قال آخر: فإن كانت واحدة، قال: فواحدة.
ويقول: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله. ويقول: استوصوا بالنساء خيراً، ويقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي..
نعم هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى المرأة بأقواله وأفعاله ... وكان يحض على رعاية البنت والأخت والزوجة وإكرامهن، وكان يأخذ بوصيتهن ومشورتهن ويعمل بها..
ولا أدلَّ على ذلك من عمله بمشورة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، حين دخل النبي صلى الله عليه وسلم خيمتها مغضباً يقول: هلك المسلمون يا أم سلمة أمرتهم أن ينحروا بُدْنهم ويحلقوا رؤوسهم فلم يفعلوا، وكانوا آنذاك مغمومين حزانى أن منعتهم قريش من أداء العمرة لذلك العام، وعندما طلب النبيصلى الله عليه وسلم منهم أن يتحللوا، على أن يقضوا عمرتهم في العام القادم، كان ما يزال لديهم أمل في أداء العمرة..
فقالت أم سلمة: يا رسول الله هلا نحرت بدنتك بيدك ودعوت حالقك فحلق لك، عندها سيفعل المسلمون ذلك اقتداءاً بك، ولما فعل النبي صلى الله عليه وسلم تراكض المسلمون يفعلون ما أمرهم، وكان ذلك ببركة مشورة أم سلمة...
هل المرأة كلَّها عورة، صوتها عورة ومعرفة اسمها عورة
هذا أيضاً يتناقض مع الأحاديث الصحيحة، وما كانت عليه المرأة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، حين كانت تحضر مجالس العلم مع الرجال تناقش وتجادل أمام الرجال، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقولها: صوتك عورة اصمتي يا امرأة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أسماء زوجاته أمام الصحابة، ولم ير في ذلك بأساً، وكان يصرح بحبه لزوجتيه خديجة وعائشة أمام أصحابه، يعلمهم كيف يحبون زوجاتهم، وكان ينادي الصحابيات بأسمائهن وأمام الرجال فيقول: يا أسماء يا عائشة يا أم سليم ويا نسيبة ؟؟؟
ألم يأمر القرآن الكريم الرجال بضرب النساء؟؟؟
فقال: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، إن الله كان علياً كبيراً) [سورة النساء:34]
هل حقاً يأمر الإسلام بهذا، أم أن هذه الرؤية هي تقاليد ذميمة نسبت زوراً وبهتاناً إلى الإسلام، ولغاية في نفوس الرجال الذين يحبون التسلط والاضطهاد..
الآية تذكر المرأة التي يخاف الزوج من نشوزها، والمرأة الناشز هي المرأة المترفعة على زوجها المعرضة عنه والمتجاهلة لحقوقه، وفي هذه الحال أمام الزوج ثلاث خطوات: الأولى الوعظ والتذكرة بالحسنى، فإن لم تتجاوب وتعد إلى رشدها، اتبع الخطوة الثانية الهجر في المضجع وليس عن المضجع، بأن يدير لها ظهره إشعاراً بأنه غاضب منها.. فإن لم تفد معها الخطوة الثانية، انتقل عند ذاك إلى الثالثة.. الضرب الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضرب خفيف غير مبرح.
الواقع أن الضرب بهذه الأوصاف التي يمكن أن يقال عنها آخر الدواء الكي، كانت لغير الخيار من الرجال،، يروى في هذا أن النساء اشتكين إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أزواجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس أولئك بخياركم، وفي رواية: لن يضرب خياركم.
ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحداً من صحابته الأخيار كان يضرب النساء، بل يروى أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يجادلنه وتعلو أصواتهن أحياناً على صوته، وتهجره إحداهن إلى الليل، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يروَ أنه قال لهن: لا تجادلن ولا ترفعن أصواتكن، فأنا السيد وأنا القوام..
بل كان يضحك لأنه يعرف أن الخلاف بين الزوجين أمر طبيعي، يمكن أن يحدث لأسباب بسيطة وعلى أمور جانبية وغير جانبية من طعام وشراب ولباس ونفقة، ولا يستوجب هذا قمع الزوجة أو اضطهادها لتستقيم حال الأسرة، ويستتب أمنها، بل العكس صحيح، إذ إن استيعاب الزوج لزوجته وتركَه مساحة واسعة من النقاش والجدال والغضب لتتحرك الزوجة من خلالها فيه تنفيس لما يعتريها من غضب وامتصاص له، لتعود الحياة إلى مجاريها بعد ساعات قليلة فقط..
ناقصات عقل ودين
مادام الإسلام يكرم المرأة إلى هذا الحد، فلماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري ومسلم عن النساء ناقصات عقل ودين.
قال العلماء: هذا حديث له سياق ولا يجوز أن نبتره عن سياقه، وإلا جاء بعكس المراد.. طبعاً كلنا نعلم ما فعله إبليس حين قيل له : أتحفظ شيئاً من القرآن؟ قال نعم، قيل ما تحفظ قال: فويل للمصلين..
وهكذا يفعل بعض المتسلطين من الذكور..
سياق حديث ناقصات عقل ودين جاء على سبيل المباسطة والملاطفة والامتداح للنساء، وكان هذا حين خرج النبي إلى المصلى في عيد الفطر أو الأضحى فمر بالنساء، فقال: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. إذاً الحديث قيل على سبيل الامتداح والملاطفة، وليس المراد منه الانتقاص من المرأة، بل التركيز على تعجبه من قوة سلطانها على الرجال.
تغلب النساء على الرجال، رغم ما توصف به المرأة من ضعف البنية الجسدية مقارنة ببنية الرجل، ومن تغلب العاطفة مقارنة بعاطفة الرجل، إلا أنها أذهبُ للبه وعقله بحنانها ولينها وعاطفتها.
يقول فولتير: كل ما يفعله الرجال لا يساوي عاطفة واحدة من عواطف المرأة.
ثم إننا نأخذ جزءاً من الحديث ونهمل بقيته... أما الحديث بأكمله فهو على التالي:
عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟! قلن: بلى. قال فذلك من نقصان دينها.
هل المرأة خلقت من ضلع الرجل؟؟؟ وهل في هذا نقص أو مهانة لها؟؟؟
كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمُه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء..
يقول جمهور العلماء: الحديث يقول خلقت من ضلع، ونحن نعلم أن الضلع كلَّه أعوج، والأضلاع هي عظام الصدر المعوجة لقصد حماية القلب من أي سوء أو أذى خارجي قد يتعرض له، ولولا اعوجاج هذه الأضلاع لما قامت بدورها في حماية القلب حق القيام. إذاً الرجل ضلع وهو أعوج، وهي مخلوقة من هذا الضلع الأعوج، إما على سبيل المجاز، أو على سبيل الحقيقة لأن أمنا حواء ورد في بعض الأحاديث أنها خلقت من ضلع آدم الأيسر...
لوجود الإنسان على الأرض..، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوّم نظرة الرجل الذي ينظر إلى عوج المرأة محاولاً إصلاحه وتقويمه بناءً على نظرته التسلطية الذكورية، لذلك نراه يتوجه إلى الرجال يوصيهم بالنساء، ولم يتوجه إلى النساء لأن المرأة تكون في بعض الأحيان هي المستضعفة، فضلاً عن أنها ليست هي التي تريد تقويم الرجل بل هو، إلى جانب أن طبيعة المرأة التسامح وقبول الآخر(الرجل) ومحاولة استيعاب عوجه.
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم لم يذم المرأة بهذا الحديث وإنما يمتدحها..
عاطفتها الجياشة هي نجاحها وسر عطائها وسر تحملها...
عطاؤها لزوجها ومحبتها له رغم صرامته ونزقه واستبداده في بعض الأحيان لا يستمر بدون تلك العاطفة..
صبرها على أبنائها في سن الصغر والمراهقة لا يستمر بدون هذه العاطفة. إذاً هذه العاطفة وسام على صدرها، لأنها رحمة لها وللأسرة، ووقاية لها من عوامل الترسب والانحلال.. وإن محاولة إصلاح هذا الاعوجاج اللازم لتستقيم الحياة هو في الواقع إفساد للضلع وتضييع لمهمته ودوره في الحياة، إفساد للأسرة وتضييع لها..
هل المرأة أقلُّ ذكاء من الرجل؟
أثبت العلم الحديث أن المرأة لا تقل ذكاء أبداً عن الرجل بل يتساويان، وأحياناً كثيرة تفوقه في المراتب العلمية بسبب ما تمتلكه من الدأب والإصرار والمثابرة. هل على المرأة أن تكون نسخة طبق الأصل عن الرجل في حياتها؟؟
هناك من الرجال المتسلطين من يحبون أن يرون في زوجاتهم أنهن يجب أن يكن الأنثى الخانعة الخاضعة لإمرته وسيادته، وبما أن الصحيح في نظره ما يراه هو صحيحاً، والخطأ ما يراه هو خطأ، فإنه لا يفتأ يحاول تقويم زوجته لتكون صورة طبق الأصل عن طريقة تفكيره وتصرفاته... هذه الرؤية السادية لربما تقلب الحياة بينهما جحيماً لا يطاق.
طبعاً مستحيل أن يلغي الإنسان كيانه وشعوره وطبيعته وأحاسيسه، لتصبح كما يروق ويتناسب مع الطبائع الذكورية المستبدة، وكان على الزوج أن يتقرب من زوجته، فيفكر ولو مرة واحدة حسب طريقة تفكيرها، ويرى ولو لمرة واحدة بمنظارها، ويشعر ولو مرة واحدة أيضاً بشعورها..
إن ما يحتاجه الرجال في علاقتهم مع الإناث هو ثقافة تفهم الأنثى بدل ابتلاعها، ثقافة معرفتها وقبولها كما هي شخصيةٌ مغايرة لهم في عواطفها وتصرفاتها وطريقة تفكيرها وأن يتعايش معها على هذا.
أتمنى من الجنسين التعليق ومشاركتي الأفكار ومناقشتها بأسلوب هادئ رزين...
وبكل حرية وانفتاح... وبخاصة ممن يسمعنا هذه الكلمات فليأتي بالأدلة التي تسند أقواله تلك.....
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه