يدور الصبي بين المطاعم
الفاخرة وهو يحمل عقود الياسمين ليبيعها للطبقة الميسورة . وكان هذا
المطعم يطل على البحر بأضوائه البهيجة الباهرة فتنعكس صورته كلها فيه
وتصبح هذه البقعة من البحر مهرجانا للون والضوء رغم الليالي الحالكة
السواد .
يدخل الصبي في كل ليلة وبيديه الاثنتين
عقود الياسمين ليملأ المكان بضوع الياسمين ويشيع البهجة هنا وهناك ‘عرف
الوجوه كلها .هنا رجل عجوز بملبسه الفاخر واناقته الطاغية ونضارته الذهبية
يجلس وحيدا في الركن ذاته , وهناك شاب وشابة بشكلهما الاستقراطي الانيق
وبشرتهما الشفافة الحريرية وابتسامتهما الآسرة باسنانهما المتألقة .. وزوج
وزوجة متوسطا العمر يترددان احيانا اليه ‘ وشابان يتعانقان في علاقة عشق
شاذة غريبة تحت ضوء الشموع الحمراء التي كانت تزين معظم المناضد ... كانوا
يسمحون له بالدخول لأن البعض قد يفكر باقتناء عقد من الورد الحقيقي رغم ما
تضعه السيدات من مجوهرات غالية تزين أعناقهن البضة ...
الصبي يدور بين المناضد بوجهه الهزيل
وعينيه الزرقاوين وشحوبه الغريب يتوغل بين تلك الوجوه التي يخشاها كثيرا
وطالما ابعده أصحابها بقسوة دون ان يشتروا شيئا لقد أعتاد لغة السخرية
والاهانة والاحتقار والرفض تعلم ان يتحرك دون ان يفتح فمه حتى سأله مرة
احدهم هل انت أخرس ؟ فهز رأسه بالنفي دون ان تخرج الكلمات
على الرغم من صغر سنه وهزال عوده تذكر وجه
امه الحزين واختيه الجائعتين ولا شئ غير التسول ببيع الياسمين في الليل
لأولئك المترفين الذين لا يشترونه في النهار‘ فكان يبقى ساهرا متعبا بسنه
الصغيرة تلك .. أمه كانت تصنع له تلك العقود البسيطة تعمل طول الليل
والنهار لتوفر لقمة العيش , هي تبيع بعضها في النهار حين تقف في ناصية
الشارع ‘وهو يذهب هناك عند البحر حيث يتواجد منتزه المترفون الاثرياء
كانوا في الماضي يشترون منه ‘ وشيئا فشيئا ماتت تلك الرغبات في أقتناء عقد
رخيص كهذا رغم عطره الذي لا يقاوم ‘ولم يعد احد يلتفت للصغير او يسأله عن
ثمنه كان هذا العالم الغريب يضيق عليه الخناق ويلغي وجوده وينسى عقود
الياسمين الجميلة النضرة ‘ أحس بذلك الخدر في قدميه والجوع يسحق معدته
الخاوية ‘ وهو بين الموائد التي تكومت عليها اصناف الطعام من شرائح البط
المحمرة الى الكافيار الروسي الى الارانب المشوية و ثمار البحرالشهية
والقواقع السوداء التي تتربع على جبال صغيرة من الثلج .انه لا يعرف
اسماءها ولا طعمها ولم يعطه احد قطعة خبز ! حتى الكلاب المدللة كانت تجد
لها مكانا دافئا في تلك الاحضان تتلذذ بقضم بسكويت بشكل العظم كلاب جميلة
ذات فراء فاخر مثل ذلك الفراء الذي ترتديه السيدات ! ...نظر الى أطواق
الياسمين اليوم لم يشتر منه احد ولا طوقا واحدا انطفأت في عينيه ومضات
طفولة غضة وأرتسم فيها تعبير من توسل غير مقصود ارجوكم يا سادة لا تنسوا
الياسمين انه ياسمين جديد انه قطاف هذا النهار لم يلتفت اليه احد ولا الى
توسلاته الخفية ‘ وشعر بالخوف هل يعود الى البيت خالي الوفاض في مثل كل
مرة اين يذهب بهذه الاطواق لو لم يشتر منه احد
خطرت برأس الصبي فكرة ..سيضع على كل مائدة
طوقا ولن يطلب الثمن سيوزع زهر الياسمين هكذا مجانا فهذا أفضل من ان يعود
به الى البيت وقد أصابه الذبول و سيرميه قبل ان ترميه امه وهي تكظم غضبها
, هي الاخرى لا ترحم الصغير
خطرت له الفكرة فبدأ بتنفيذها على الفور‘
بدأ يتحرك بسرعة ويضع تلك الزهور على الموائد المكتظة بكل شيء.. الرجل
والمرأة ‘ الشابان الغريبان ‘الفتاة الجميلة مع خطيبها الرجل الانيق ..
كلهم كانوا ينظرون الى العقد الملقى على المائدة ‘ وقبل ان يعلنوا الرفض
كان الصبي يختفي ‘ بعضهم اخذ الياسمين وبعضهم تركه على المائدة وبعظهم لم
ينتبه لسقوطه على الارض وتحت الاحذيه الفاخرة ... تحرك الرجل العجوز الثري
وأخرج حافظة نقوده عندما لمح طوق الياسمين وهو يضعه على مائدته ‘ ووقف
يتمتم بكلام غير واضح ‘ كان يسأل عن الصبي ‘ كان يريد ان يعطيه كل حافظة
النقود اجل تحرك ولكن ببطء واتجه الى باب المطعم واحد العاملين يتبعه ليجد
الصغير غير ان الصغير اختفى في ذلك الليل البهيم والشارع الخالي بأضوائه
الخافتة وصفوف السيارات الفخمة ... وقف الرجل وبيده المحفظة وبسبب البرد
عاد أدراجه .. وعلى الارض كانت هناك حزمة من ياسمين ملقاة على سجادة الارض
المزكرشة ولم يعد الصبي الى هنا ثانية أبدا ...
الفاخرة وهو يحمل عقود الياسمين ليبيعها للطبقة الميسورة . وكان هذا
المطعم يطل على البحر بأضوائه البهيجة الباهرة فتنعكس صورته كلها فيه
وتصبح هذه البقعة من البحر مهرجانا للون والضوء رغم الليالي الحالكة
السواد .
يدخل الصبي في كل ليلة وبيديه الاثنتين
عقود الياسمين ليملأ المكان بضوع الياسمين ويشيع البهجة هنا وهناك ‘عرف
الوجوه كلها .هنا رجل عجوز بملبسه الفاخر واناقته الطاغية ونضارته الذهبية
يجلس وحيدا في الركن ذاته , وهناك شاب وشابة بشكلهما الاستقراطي الانيق
وبشرتهما الشفافة الحريرية وابتسامتهما الآسرة باسنانهما المتألقة .. وزوج
وزوجة متوسطا العمر يترددان احيانا اليه ‘ وشابان يتعانقان في علاقة عشق
شاذة غريبة تحت ضوء الشموع الحمراء التي كانت تزين معظم المناضد ... كانوا
يسمحون له بالدخول لأن البعض قد يفكر باقتناء عقد من الورد الحقيقي رغم ما
تضعه السيدات من مجوهرات غالية تزين أعناقهن البضة ...
الصبي يدور بين المناضد بوجهه الهزيل
وعينيه الزرقاوين وشحوبه الغريب يتوغل بين تلك الوجوه التي يخشاها كثيرا
وطالما ابعده أصحابها بقسوة دون ان يشتروا شيئا لقد أعتاد لغة السخرية
والاهانة والاحتقار والرفض تعلم ان يتحرك دون ان يفتح فمه حتى سأله مرة
احدهم هل انت أخرس ؟ فهز رأسه بالنفي دون ان تخرج الكلمات
على الرغم من صغر سنه وهزال عوده تذكر وجه
امه الحزين واختيه الجائعتين ولا شئ غير التسول ببيع الياسمين في الليل
لأولئك المترفين الذين لا يشترونه في النهار‘ فكان يبقى ساهرا متعبا بسنه
الصغيرة تلك .. أمه كانت تصنع له تلك العقود البسيطة تعمل طول الليل
والنهار لتوفر لقمة العيش , هي تبيع بعضها في النهار حين تقف في ناصية
الشارع ‘وهو يذهب هناك عند البحر حيث يتواجد منتزه المترفون الاثرياء
كانوا في الماضي يشترون منه ‘ وشيئا فشيئا ماتت تلك الرغبات في أقتناء عقد
رخيص كهذا رغم عطره الذي لا يقاوم ‘ولم يعد احد يلتفت للصغير او يسأله عن
ثمنه كان هذا العالم الغريب يضيق عليه الخناق ويلغي وجوده وينسى عقود
الياسمين الجميلة النضرة ‘ أحس بذلك الخدر في قدميه والجوع يسحق معدته
الخاوية ‘ وهو بين الموائد التي تكومت عليها اصناف الطعام من شرائح البط
المحمرة الى الكافيار الروسي الى الارانب المشوية و ثمار البحرالشهية
والقواقع السوداء التي تتربع على جبال صغيرة من الثلج .انه لا يعرف
اسماءها ولا طعمها ولم يعطه احد قطعة خبز ! حتى الكلاب المدللة كانت تجد
لها مكانا دافئا في تلك الاحضان تتلذذ بقضم بسكويت بشكل العظم كلاب جميلة
ذات فراء فاخر مثل ذلك الفراء الذي ترتديه السيدات ! ...نظر الى أطواق
الياسمين اليوم لم يشتر منه احد ولا طوقا واحدا انطفأت في عينيه ومضات
طفولة غضة وأرتسم فيها تعبير من توسل غير مقصود ارجوكم يا سادة لا تنسوا
الياسمين انه ياسمين جديد انه قطاف هذا النهار لم يلتفت اليه احد ولا الى
توسلاته الخفية ‘ وشعر بالخوف هل يعود الى البيت خالي الوفاض في مثل كل
مرة اين يذهب بهذه الاطواق لو لم يشتر منه احد
خطرت برأس الصبي فكرة ..سيضع على كل مائدة
طوقا ولن يطلب الثمن سيوزع زهر الياسمين هكذا مجانا فهذا أفضل من ان يعود
به الى البيت وقد أصابه الذبول و سيرميه قبل ان ترميه امه وهي تكظم غضبها
, هي الاخرى لا ترحم الصغير
خطرت له الفكرة فبدأ بتنفيذها على الفور‘
بدأ يتحرك بسرعة ويضع تلك الزهور على الموائد المكتظة بكل شيء.. الرجل
والمرأة ‘ الشابان الغريبان ‘الفتاة الجميلة مع خطيبها الرجل الانيق ..
كلهم كانوا ينظرون الى العقد الملقى على المائدة ‘ وقبل ان يعلنوا الرفض
كان الصبي يختفي ‘ بعضهم اخذ الياسمين وبعضهم تركه على المائدة وبعظهم لم
ينتبه لسقوطه على الارض وتحت الاحذيه الفاخرة ... تحرك الرجل العجوز الثري
وأخرج حافظة نقوده عندما لمح طوق الياسمين وهو يضعه على مائدته ‘ ووقف
يتمتم بكلام غير واضح ‘ كان يسأل عن الصبي ‘ كان يريد ان يعطيه كل حافظة
النقود اجل تحرك ولكن ببطء واتجه الى باب المطعم واحد العاملين يتبعه ليجد
الصغير غير ان الصغير اختفى في ذلك الليل البهيم والشارع الخالي بأضوائه
الخافتة وصفوف السيارات الفخمة ... وقف الرجل وبيده المحفظة وبسبب البرد
عاد أدراجه .. وعلى الارض كانت هناك حزمة من ياسمين ملقاة على سجادة الارض
المزكرشة ولم يعد الصبي الى هنا ثانية أبدا ...
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه