رفع نظره عن لعبه فجأة ، وحدّق بي طويلا بعينين واسعتين بلون العسل .
انتبهت إلى أطياف الحيرة وهي تعلو أحداقه واستفسرته دون صوت ، وطفق يسألني
بصوت طفولي صادق:
- من أين يأتي الرصاص والبارود ؟
انذهلت من تساؤله المباشر وتحصنت خلف ابتسامة بلهاء وأنا أستغرب كيف لم
أفكر يوما في مصدره وكيف كنت أهتم فقط إلى أين ينتهى وبصدور من يستقر؟؟؟
ولم يعد بجوفي أي كلام يصلح كإجابة، فتابع موضحا سؤاله بشكل اعتدت أنا على
أن أفعله...
- أعني، هل يلتقطونه من مكان ما ؟؟ ..أو ينمو على الأشجار كما أشجار البلوط ؟….أقصد لما هو بهذه الغزارة..ومن أين يحصلون عليه ؟؟؟؟
تململت في مكاني بارتباك واضح .. ووضعت الكتاب الذي كان يشغلني من يدي
بهدوء مصطنع بالغت به ، وأنا أنظر إلى هذا الطفل المليء بالتساؤلات
المتفجرة عن كثب. كنت أحاول تجاهل جهلي وحيرتي بمحاولة فهم سبب هذا
التساؤل الذي لم أتوقعه، وأشعر في نفس الآن كيف فشلت في حمايته من دموية
ما حدث في غزة ، اعتمر قبعة هدوء مثخن بالثغرات ..أفكر بمنفذ لا يزعزع
تصوره الطفولي الخرافي
بعجز بحثت عن الكلمات المناسبة وأنا أحركّ كفي بعصبية لاتخفى..وكان حركتهما ستساعدني على إيجاد الإجابة المجدية...
- حسن أسامة ، الرصاص لا يأتي من أشجار، ....الرصاص يأتي من المصنع.
- الذي يصنع اللعب ؟؟...
.....ارتبكت أكثر وأنا أحرّك عيني إلى الأعلى وكأنني أتأمل اهتزاز أفكاري
وهي تتأرجح بحبال الذكرى ، وتتجلى صور آخر قصة نوم قصصتها عليه من بين تلك
الحبال ،...على شكل مصنع لعب خيالي ملون ... يعبق بأريج المرح والسرور...
ترددت في إجابة آخر ما فجّره أمامي ، وأنا أقلّب الأفكار والكلمات
المبتورة بجوفي .. محتفظة بابتسامة بلهاء على وجهي حتى أبدو بمظهر متماسك
..
حركت طرف لساني على شفاهي بطفولية احتجتها ساعتها .. ونظري تائه يتهادى
بين اليمين واليسار ، وكأنه لازال يتابع تأرجح وهمي لأفكار لاتستقر ، ..
هززت رأسي لأنفضه من فوضاه وما يتعلق بها ، وأخذت نفسا عميقا ، لأصيغ
مايصلح مما سقط من أفكار بصوت كاذب في هدوءه:
- في الواقع ،..هو مصنع مختلف ..
-كيف؟؟؟....(بسرعة)
- لأنه ،..لأنه، لا يصنع اللعب...، بل يصنع رصاصا..
شعرت أن إجابتي هي أسخف إجابة يمكن استخدامها لإرضاء فضول طفل مثل أسامة ،
لكنها .. للحظات لم تبدو لي كذلك وأنا ألاحظ كيف خبا وهج حيرته
وتعطشه،..... وكيف انهمك بلعبه من جديد ...
انتبهت إلى أطياف الحيرة وهي تعلو أحداقه واستفسرته دون صوت ، وطفق يسألني
بصوت طفولي صادق:
- من أين يأتي الرصاص والبارود ؟
انذهلت من تساؤله المباشر وتحصنت خلف ابتسامة بلهاء وأنا أستغرب كيف لم
أفكر يوما في مصدره وكيف كنت أهتم فقط إلى أين ينتهى وبصدور من يستقر؟؟؟
ولم يعد بجوفي أي كلام يصلح كإجابة، فتابع موضحا سؤاله بشكل اعتدت أنا على
أن أفعله...
- أعني، هل يلتقطونه من مكان ما ؟؟ ..أو ينمو على الأشجار كما أشجار البلوط ؟….أقصد لما هو بهذه الغزارة..ومن أين يحصلون عليه ؟؟؟؟
تململت في مكاني بارتباك واضح .. ووضعت الكتاب الذي كان يشغلني من يدي
بهدوء مصطنع بالغت به ، وأنا أنظر إلى هذا الطفل المليء بالتساؤلات
المتفجرة عن كثب. كنت أحاول تجاهل جهلي وحيرتي بمحاولة فهم سبب هذا
التساؤل الذي لم أتوقعه، وأشعر في نفس الآن كيف فشلت في حمايته من دموية
ما حدث في غزة ، اعتمر قبعة هدوء مثخن بالثغرات ..أفكر بمنفذ لا يزعزع
تصوره الطفولي الخرافي
بعجز بحثت عن الكلمات المناسبة وأنا أحركّ كفي بعصبية لاتخفى..وكان حركتهما ستساعدني على إيجاد الإجابة المجدية...
- حسن أسامة ، الرصاص لا يأتي من أشجار، ....الرصاص يأتي من المصنع.
- الذي يصنع اللعب ؟؟...
.....ارتبكت أكثر وأنا أحرّك عيني إلى الأعلى وكأنني أتأمل اهتزاز أفكاري
وهي تتأرجح بحبال الذكرى ، وتتجلى صور آخر قصة نوم قصصتها عليه من بين تلك
الحبال ،...على شكل مصنع لعب خيالي ملون ... يعبق بأريج المرح والسرور...
ترددت في إجابة آخر ما فجّره أمامي ، وأنا أقلّب الأفكار والكلمات
المبتورة بجوفي .. محتفظة بابتسامة بلهاء على وجهي حتى أبدو بمظهر متماسك
..
حركت طرف لساني على شفاهي بطفولية احتجتها ساعتها .. ونظري تائه يتهادى
بين اليمين واليسار ، وكأنه لازال يتابع تأرجح وهمي لأفكار لاتستقر ، ..
هززت رأسي لأنفضه من فوضاه وما يتعلق بها ، وأخذت نفسا عميقا ، لأصيغ
مايصلح مما سقط من أفكار بصوت كاذب في هدوءه:
- في الواقع ،..هو مصنع مختلف ..
-كيف؟؟؟....(بسرعة)
- لأنه ،..لأنه، لا يصنع اللعب...، بل يصنع رصاصا..
شعرت أن إجابتي هي أسخف إجابة يمكن استخدامها لإرضاء فضول طفل مثل أسامة ،
لكنها .. للحظات لم تبدو لي كذلك وأنا ألاحظ كيف خبا وهج حيرته
وتعطشه،..... وكيف انهمك بلعبه من جديد ...
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه