غادر
طارق وسط دموع العائلة ومشاعرالحزن التى تملأ قلوبهم... فهذه أول مرة
يتغيب عن المنزل وعن عيون والديه .. أول مرة لا يبيت فى غرفته التى
يقتسمها مع أخيه الاصغر .. ومن وقت لآخر تزينها الام بالستائر والأغطية
الجديدة كنوع من التغييروالتجديد لإدخال البهجة على الولدين . عندما توقفت
السيارة عند آخر نقطة يمكن اجتيازها .. ساروا جميعا مع الابن قرابة ثلاث
كيلومترات ليودعوه عن البوابة الرئيسية..
لم يتنبهوا الى خطواتهم الثقيلة على حبات الرمال أو على الممر الأسفلتى..
كل مايشغلهم كيف سيتحملون بُعد ابنهم الأكبر ماذا سيكون الحال فى هذه
الحياة الخشنة التى لم يعتد عليها .. يحاولون التكلم فلا تخرج أصواتهم
وتختنق حناجرهم .. فيفضلون الصمت .. لا يسمعون سوى صوت جرش الرمل تحت
أقدامهم ..
طارق وسط دموع العائلة ومشاعرالحزن التى تملأ قلوبهم... فهذه أول مرة
يتغيب عن المنزل وعن عيون والديه .. أول مرة لا يبيت فى غرفته التى
يقتسمها مع أخيه الاصغر .. ومن وقت لآخر تزينها الام بالستائر والأغطية
الجديدة كنوع من التغييروالتجديد لإدخال البهجة على الولدين . عندما توقفت
السيارة عند آخر نقطة يمكن اجتيازها .. ساروا جميعا مع الابن قرابة ثلاث
كيلومترات ليودعوه عن البوابة الرئيسية..
لم يتنبهوا الى خطواتهم الثقيلة على حبات الرمال أو على الممر الأسفلتى..
كل مايشغلهم كيف سيتحملون بُعد ابنهم الأكبر ماذا سيكون الحال فى هذه
الحياة الخشنة التى لم يعتد عليها .. يحاولون التكلم فلا تخرج أصواتهم
وتختنق حناجرهم .. فيفضلون الصمت .. لا يسمعون سوى صوت جرش الرمل تحت
أقدامهم ..
مضى
اليوم على أمل أن يتصل بهم عزيزهم لتطمئن قلوبهم .. اتصل فى اليوم التالى
وتمتم ببضع كلمات: الحمد لله أنا بخير .. وكل شىء على مايرام ... دق
نفير الصباح قبيل الفجر ... هب الشباب يرتبون سرائرهم ويرتدون ثيابهم
العسكرية ويوقظون من لم يستيقظ حتى لا يتأخر على الطابور ويأخذ جزاءً..
يصطفون لأول مرة يرددون فى صوت واحد نشيد الوطن مع قائد السرية ..
اليوم على أمل أن يتصل بهم عزيزهم لتطمئن قلوبهم .. اتصل فى اليوم التالى
وتمتم ببضع كلمات: الحمد لله أنا بخير .. وكل شىء على مايرام ... دق
نفير الصباح قبيل الفجر ... هب الشباب يرتبون سرائرهم ويرتدون ثيابهم
العسكرية ويوقظون من لم يستيقظ حتى لا يتأخر على الطابور ويأخذ جزاءً..
يصطفون لأول مرة يرددون فى صوت واحد نشيد الوطن مع قائد السرية ..
رسمنا على القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا
وصُنٌاكٍِِ يامصرً طول الزمن
ليبق شبابك جيلا فجيلا
ذهبت العائلة
فى موعد الزيارة الأولى يوم الجمعة فى تمام السابعة صباحا لم تصبر الأم
على انتظار الحافلات التى تنقل العائلات من موقف السيارات الى المعسكر
وأصرت على السير لترى طارق فى وقت مبكر... جلسوا يعدون الثوانى حتى تتم
المناداة على اسم الابن... بعد دهر من الزمن خرج طارق فى زيه الجديد
يحتضونه بقلوبهم قبل عيونهم ...
تتوالى
الاسئلة والاجوبة عن أحواله وزملائه فى ا لعنبر وهل هناك ما أزعجه ... كيف
يأكل وكيف ينام ... وهل المياه متوفرة ...وهل وقع عليه أى جزاء عسكري؟ ...
ظل طارق يحكى ويحكى يتوقف ليأكل ماصنعته له والدته ... يسرح بعيدا ويعاود
الأكل والحكي
... كيف أنه ذات يوم أوقفه الصول قائلا" أين بيريهك" فرد منزعجا " والله
لا أعرف كيف نسيته " فسامحه الصول وطلب منه ان يذهب لإحضاره فحمد الله
تعالى وشكره.. فى طريق العودة أخذوا يستعيدون كلام طارق وكيف أخبرهم أن
لديه "بيريه" آخر وبدلة أخرى للخروج فأنفجروا في البكاء.
بدأت
المكالمات التليفونية تتكررأكثرمن مرة فى اليوم بعد أن تعرف طارق على
التوقيتات التى يخف بها الزحام على الكابينة العمومية .. وسَعد الجد
والجدة والعمات والخالات بالاطمئنان على الفتى والاستماع لصوته الذى
اشتاقوا اليه جميعا .. فى
الزيارة التالية أصرت العمة على مصاحبتهم لرؤية الصغير الحبيب .. واستمعت
الى نصائح زوجة أخيها ان ترتدى ملابسَ ثقيلة وحذاءً مريحا لوعورة الطريق ..
اسيقظت العمة مبكرا واستعدت من فورها واتصلت بمنزل أخيها لتؤكد على انتظارهم
بعد أن تركوا
السيارة و بدأتا السير خطوات معدودة وسبقا الوالد والأخ اللذين فضلا
انتظار الحافلة التى ستقلهم فى نفس الوقت الذى يستغرقه السير.. وجدتا
الحافلات تتوقف على مقربة لنقل جحافل الزوار فى دقائق قليلة جيئة وذهابا..
ذهبت الام الى شباك تسجيل الأسماء ودخلت
العمة لتحجز مائدة للجلوس فى الحديقة..لم توفق .. فكل مائدة مشغولة بفرد
أو أكثر .. جلسوا جميعا على سور إحدى الحدائق الدائرية .. حين أقبل طارق
.. تهلل وجهها .. لاطفتها زوجة أخيها قائلة " اليوم ربنا أكرمنا جميعا
بخروج طارق مبكرا وبهذا الطقس المشمس الصحوعلى عكس صقيع الزيارة الماضية
.. قد حلت بركتك اليوم فى هذه الصحبة" حمدت العمة الله على نعمته وشكرت
صديقتها العزيزة..
أخذت تتطلع
الى وجه ابن اخيها الذى بدا عليه الاجهاد وشفتاه المتشققتان بفعل الحراسة
فى صقيع ليل الصحراء ويده المجروحة .. قلبها مأخوذ بالاشفاق واللوعة...
تنظر الى الوجوه المقبلة والسيدات الجالسات وتدعو الله أن يتقابلوا جميعا
مع ابنائهم سريعا حتى لا تضيع ساعات زيارتهم المحدودة .. تتجه أعينهم
جميعا الى باب إقبال الشباب الذى ينتظر عنده زويهم .
اكتفت العمة
بالاستماع الى طارق وهو يجيبها عن أحواله وكيف أن العنابر جديدة ونظيفة
وأقرانه على خلق ولا يهمه الطعام أو البرد فقط المياه وأنهم يعتمدون على الكانتين فى شراء متطلباتهم
انقضى الوقت
سريعا وودعته أعينهم حتى تم تفتيشه على البوابة التى تؤدى الى العنابر..
فعليه ألا يحمل متعلقات شخصية أو طعاما الا بعض الادوية للطوارىء وزجاجة
ماء .
حملت حنينها
واشفاقها وفخرها معها فهى تعلم أدب الفتى وحبه للنظام والترتيب والنظافة
بالفطرة ولا تحب لأى شىء أن يخيفه أو يكدره .. وتعلم أنه لم يقطع صوم
الاثنين والخميس الذى دأب عليه مع عائلته.. أخبرها الجميع أنه هذه المرة
أفضل كثيرا ويبدو تاقلمه ظاهرا مع هذه الحياة الجديد..انقضت
فترة التدريب الأولى والايام الصعبة وبدأ النزول اجازات والمبيت فى فراشه
لأكثر من يوم وبعض الزيارات الاسبوعية لمنزل الجد وفرحة الصغار بإبن عمهم
الذى لم يروه قرابة الشهر والنصف .. وكانوا يلومونه تليفونيا على عدم
الحضور..
فى زيارته الاولى أخذ يعلمهم حركات حمل السلاح والصفا والانتباه ووقفوا جميعا وسط فرحة الأهل يتغنون بنشيد الوطن ..
رسمنا على القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا
وصُنٌاكِِ يامصرَ طول الزمن
نخيلا ونيلا وشعبا أصيلا
وصُنٌاكٍِِ يامصرً طول الزمن
ليبق شبابك جيلا فجيلا
ذهبت العائلة
فى موعد الزيارة الأولى يوم الجمعة فى تمام السابعة صباحا لم تصبر الأم
على انتظار الحافلات التى تنقل العائلات من موقف السيارات الى المعسكر
وأصرت على السير لترى طارق فى وقت مبكر... جلسوا يعدون الثوانى حتى تتم
المناداة على اسم الابن... بعد دهر من الزمن خرج طارق فى زيه الجديد
يحتضونه بقلوبهم قبل عيونهم ...
تتوالى
الاسئلة والاجوبة عن أحواله وزملائه فى ا لعنبر وهل هناك ما أزعجه ... كيف
يأكل وكيف ينام ... وهل المياه متوفرة ...وهل وقع عليه أى جزاء عسكري؟ ...
ظل طارق يحكى ويحكى يتوقف ليأكل ماصنعته له والدته ... يسرح بعيدا ويعاود
الأكل والحكي
... كيف أنه ذات يوم أوقفه الصول قائلا" أين بيريهك" فرد منزعجا " والله
لا أعرف كيف نسيته " فسامحه الصول وطلب منه ان يذهب لإحضاره فحمد الله
تعالى وشكره.. فى طريق العودة أخذوا يستعيدون كلام طارق وكيف أخبرهم أن
لديه "بيريه" آخر وبدلة أخرى للخروج فأنفجروا في البكاء.
بدأت
المكالمات التليفونية تتكررأكثرمن مرة فى اليوم بعد أن تعرف طارق على
التوقيتات التى يخف بها الزحام على الكابينة العمومية .. وسَعد الجد
والجدة والعمات والخالات بالاطمئنان على الفتى والاستماع لصوته الذى
اشتاقوا اليه جميعا .. فى
الزيارة التالية أصرت العمة على مصاحبتهم لرؤية الصغير الحبيب .. واستمعت
الى نصائح زوجة أخيها ان ترتدى ملابسَ ثقيلة وحذاءً مريحا لوعورة الطريق ..
اسيقظت العمة مبكرا واستعدت من فورها واتصلت بمنزل أخيها لتؤكد على انتظارهم
بعد أن تركوا
السيارة و بدأتا السير خطوات معدودة وسبقا الوالد والأخ اللذين فضلا
انتظار الحافلة التى ستقلهم فى نفس الوقت الذى يستغرقه السير.. وجدتا
الحافلات تتوقف على مقربة لنقل جحافل الزوار فى دقائق قليلة جيئة وذهابا..
ذهبت الام الى شباك تسجيل الأسماء ودخلت
العمة لتحجز مائدة للجلوس فى الحديقة..لم توفق .. فكل مائدة مشغولة بفرد
أو أكثر .. جلسوا جميعا على سور إحدى الحدائق الدائرية .. حين أقبل طارق
.. تهلل وجهها .. لاطفتها زوجة أخيها قائلة " اليوم ربنا أكرمنا جميعا
بخروج طارق مبكرا وبهذا الطقس المشمس الصحوعلى عكس صقيع الزيارة الماضية
.. قد حلت بركتك اليوم فى هذه الصحبة" حمدت العمة الله على نعمته وشكرت
صديقتها العزيزة..
أخذت تتطلع
الى وجه ابن اخيها الذى بدا عليه الاجهاد وشفتاه المتشققتان بفعل الحراسة
فى صقيع ليل الصحراء ويده المجروحة .. قلبها مأخوذ بالاشفاق واللوعة...
تنظر الى الوجوه المقبلة والسيدات الجالسات وتدعو الله أن يتقابلوا جميعا
مع ابنائهم سريعا حتى لا تضيع ساعات زيارتهم المحدودة .. تتجه أعينهم
جميعا الى باب إقبال الشباب الذى ينتظر عنده زويهم .
اكتفت العمة
بالاستماع الى طارق وهو يجيبها عن أحواله وكيف أن العنابر جديدة ونظيفة
وأقرانه على خلق ولا يهمه الطعام أو البرد فقط المياه وأنهم يعتمدون على الكانتين فى شراء متطلباتهم
انقضى الوقت
سريعا وودعته أعينهم حتى تم تفتيشه على البوابة التى تؤدى الى العنابر..
فعليه ألا يحمل متعلقات شخصية أو طعاما الا بعض الادوية للطوارىء وزجاجة
ماء .
حملت حنينها
واشفاقها وفخرها معها فهى تعلم أدب الفتى وحبه للنظام والترتيب والنظافة
بالفطرة ولا تحب لأى شىء أن يخيفه أو يكدره .. وتعلم أنه لم يقطع صوم
الاثنين والخميس الذى دأب عليه مع عائلته.. أخبرها الجميع أنه هذه المرة
أفضل كثيرا ويبدو تاقلمه ظاهرا مع هذه الحياة الجديد..انقضت
فترة التدريب الأولى والايام الصعبة وبدأ النزول اجازات والمبيت فى فراشه
لأكثر من يوم وبعض الزيارات الاسبوعية لمنزل الجد وفرحة الصغار بإبن عمهم
الذى لم يروه قرابة الشهر والنصف .. وكانوا يلومونه تليفونيا على عدم
الحضور..
فى زيارته الاولى أخذ يعلمهم حركات حمل السلاح والصفا والانتباه ووقفوا جميعا وسط فرحة الأهل يتغنون بنشيد الوطن ..
رسمنا على القلب وجه الوطن
نخيلا ونيلا وشعبا اصيلا
وصُنٌاكِِ يامصرَ طول الزمن
ليبق شبابك جيلا فجيلا
الإثنين مارس 02, 2015 1:18 am من طرف الشامخ الكثيري
» دعــــاء
الأحد يناير 04, 2015 4:37 pm من طرف ريتاج
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:01 am من طرف زمن المصالح
» توقف القلم
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:26 pm من طرف دمعة فرح
» معلــــومه+صورة لنتشارك
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 8:47 pm من طرف دمعة فرح
» رحيلك ياأمي
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:41 am من طرف دمعة فرح
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
الثلاثاء أغسطس 30, 2011 9:43 am من طرف دمعة فرح
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
الثلاثاء يوليو 19, 2011 5:28 pm من طرف دمعة فرح
» اي نوع قلمك ؟؟؟
الخميس يونيو 09, 2011 1:53 pm من طرف دمعة فرح
» ترويض الكلب ( قصيرة )
الإثنين مايو 30, 2011 6:56 am من طرف ماهر طلبه