ღ منتديات همس المشاعر ღ

اهلا وسهلا بكم في منتديات همس المشاعر

دعوة للإنضمام لأسرتنا

عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا ..


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ღ منتديات همس المشاعر ღ

اهلا وسهلا بكم في منتديات همس المشاعر

دعوة للإنضمام لأسرتنا

عزيزي الزائر الكريم .. زيارتك لنا أسعدتنا كثيراً .. و لكن لن تكتمل سعادتنا إلا بانضمامك لأسرتنا ..

ღ منتديات همس المشاعر ღ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ღ منتديات همس المشاعر ღ

ღ همس المشاعر يرحب بكل عابر ويستضيف كل زائر ღ فهلم وسجل ياشاطر ღ وشارك بكل جديد ونادر ღ واتحفنا بالأفكار والخواطر ღ


أهلا بك من جديد يا زائر آخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل haykel layouni فمرحبا به



    شاطئ الانتظار ( سوسن سيف )

    همسة احساس
    همسة احساس
    نائب المدير العام

    نائب المدير العام


    شاطئ الانتظار ( سوسن سيف ) 25-171
    الحمل سورية
    شاطئ الانتظار ( سوسن سيف ) 141010
    عدد المساهمات عدد المساهمات : 1727
    تاريخ التسجيل : 20/03/2010

    شاطئ الانتظار ( سوسن سيف ) Empty شاطئ الانتظار ( سوسن سيف )

    مُساهمة من طرف همسة احساس الإثنين مايو 03, 2010 11:43 pm

    شاطئ الانتظار
    كانت زوارق الصيد واقفة ساكنة ‘ كسكون البحر
    وسكون ذلك الأفق الذي لونته ريشة الغروب بالوانها الدافئة ‘ غير ان ذاك
    الدفء لا يبعث على الفرح ‘ كان حزنا مجسماً يمتد على طول الخط الفاصل بين
    البحر والسماء حزن يتسلل اليها ويتسرب الى شغاف قلبها ويسكنها ‘ وهي تنتظر
    وحيدة في المرفأ ‘ كان ذلك الانتظار المر يحاصرها ‘ ويأخذها الى أعماقها ‘
    فتشعر دوما بالخيبة عند كل مساء ‘ عندما يرسم الغروب لوحة أحزانها
    المتكاثفة .. .

    لم يعد ذلك الذي أحبته سنين ‘ وهي ترقب
    البحر وتنظر الى الزوارق الخالية ‘ وقد تركها اصحابها بعد رحلات الصيد
    الاحتفالية ‘ يسبقهم غناؤهم وأهازيجهم في نهاية النهار.ويصمت المكان ‘
    وتمضي جحافل الليل في نسج غطاء العتمة الذي يغطي كل الاحاسيس البشرية ‘
    بما فيها من تفاؤل وتشاؤم ‘ من أفراح وآلام.

    خرج ذات صباح ولم يعد لم يخبرها ‘ كانت
    نائمة ‘ رمى بجلبابه الليلي ونعليه ‘ ومضى للصيد وحيدا كعادته .. افتقدته
    ‘حين لم يعد‘ ولم تجد له اي اثر‘ كانت تحبه ‘ كثيرا ما تعلقت برقبته وهو
    يخرج ‘ وكثيرا ما تسحبه بقوة وتعيده الى المنزل الصغير الخشبي وكأنها تخشى
    فقدانه كان ينفعل كثيرا ‘ ويحاول ان يتملص من ذراعها الطرية وهو يقهقه
    ويقسم انه لن يتأخر ‘كان يعرف كم تحبه وكم تغار عليه وكان يبادلها الحب
    ولكن من دون تلك الطقوس ‘ كان يحاول ان يشرح لها عن هموم الحياة ومتاعب
    لقمة العيش ‘ وهو يسافر بعينيها الواسعتين ‘ ويسرح في جمال شعرها الطويل
    الاسود الذي يشع ضوءاً ارجوانياً بلون الحناء ‘يتأمله وهي تسرحه كل صباح
    بالمشط المذهب الذي اهداه لها.

    لا يمكن ان يختفي هكذا .. تقول هذا وهي تنظف
    زوايا البيت وتمسح الغبار عن الاثاث البيتي وتعيد ترتيب الفراش وتوزع
    الوسائد التي طالما اتكأ عليها ‘ تأكل قليلا بعد ما عافت نفسها معظم أنواع
    الطعام ‘وخصوصا تلك التي كان يحبها ‘ تجلس الى النافذة المطلة على البحر
    وهي تخيط شيئا ما في يدها وتسهم بعيدا ‘ جميلة مثل وردة الصبار التي تظهر
    فجأة بجمالها الأخاذ وتختفي ‘ لا احد يراها الا نادرا .

    عملت ( رتيبة ) بعد غيابه بخياطة شباك الصيد
    لتضمن بقاءها على قيد الحياة ‘ لم تكن تفكر بذلك وهو الذي يشق الفجر
    بعنفوانه ‘ ويندفع للبحر قبل الآخرين ويعود قبلهم ايضا ‘ بحظ من الصيد
    الوفير ‘ لم يكن يهمها شيء لطول ما انتظرته .. كانت كل يوم تعد له الطعام
    ‘ وتملأ الإناء بالماء لتغسل قدميه ‘ وتمشط شعرها وتزينه بالمنديل المزركش
    ‘ وتلبس الحلق الذهبي الذي اتى به يوم عرسها وتدور حوله كظله ‘ تغني وترقص
    ويلتهب الجو بالعطر والحرير المنسكب من الشعر الاسود الطويل وهو يلهث بلون
    الحناء ظلالا متوهجة حمراء تتأرجح حولها

    - : انت .. حلوة ! تغمض عينيها وتحلم باللحظات الجميلة لتنتشي بالذكريات التي لا تفارقها لحظة ..
    لم يعد وهذا ما يمزق آمالها ‘ تنتظر كيف
    ينتهي النهار من النافذه التي تنغمر بالضوء والظلمة ‘ يأتي الليل وتصبح
    الحياة أصعب بكثير‘ الكل يغفو.. الاّهي ‘ تتلمس الوسادة الخالية‘ تبحث عن
    النفس الدافئ القريب ‘و ذراعيه تطوقانها ‘ عن الرجل الذي كان معها وما زال
    معها ‘ان قضية غيابه هي مسألة وقت ! تقول هذا .. ويصبح الانتظار شيئا
    كالظمأ ‘ تشرب كأس ماء وتعود لها الطمأنينة - : هكذا علي ان اتعود هذا
    الانتظار انه سهل اسهل من ان نشرب القدح ونكتفي ‘ وبعد تمر الايام والشهور
    .. والمواسم .. كل شيء يتغير الاّهي لا تتغير ولا يتغير شيء في البيت ابدا
    في دواخلنا ينمو الامل الى جانب اليأس ويصبح الصراع حقيقيا ‘ يوماً يغلب
    الامل ويوماً ينتصر اليأس .

    تخرج تسير في الطريق تبتسم للناس الذين
    تعرفهم تقبل هذه وتحتضن تلك حين تلتقي بنساء القرية ..ما هي الاخبار‘
    الاسئلة والمرارة نفسها ‘ هل هناك شيء ؟ هل سمعت ؟ هل سمعتم ؟ تشتري لتبيع
    وتبيع لتشتري الاخبار ذاتها ‘ ولا جديد لا أحد يعرف‘ والخيبة نفسها لا احد
    يعرف ‘ الكل ‘ الجميع‘ الصيادون الرجال يخرجون كل صبح ويعودون ‘ كان
    يسبقهم ‘ تعرف هذا ويعود قبلهم ..غير انه لم يعد.

    وسفينة الامل تقودها منذ بداية النهار ‘
    فتعمل بهمة ونشاط وهي تشتري مواد لإعداد صنف من الطعام الذي يحبه‘ فتقطع
    اللحمة والخضار وتنقع الرز وتنتهي من إعداد الطعام ‘ وتنتظر حتى ينتهي وقت
    الغداء وهي لم تذق شيئا ‘ وفي المساء تنادي الاولاد الجائعين في الشارع
    وتعطيهم الطعام وتجهش بالبكاء ‘ وهي تنظر من النافذه الى ذلك المجهول ‘
    ويسافر الحزن في روحها والليل يرخي سدوله .. تاتي من وقت لآخر جارتها صبحة
    ‘ تحتضنها وتبكي تقول لها (صبحة ) : - لا يا رتيبة يكفي ما زلت في عز
    شبابك وجمالك ‘ انسيه .. وعيشي حياتك‘ الكل يتمنون ودك وكم من رجل كلمني..
    لأقناعك بالزواج ولا ترد ‘اوتكتفي بالعدول عن التفكير به ‘ ثم تستطرد
    قائلة - :لا يا صبحة انت لا تفهمين لا تفهمين شيئا ‘ انا احب حسن لن انساه
    ابدا ‘ بل لا اتذكره لاني لا انساه ! انه ما يزال معي يعيش في فكري .. انا
    اعرف حسن كان يحبني ‘ لا لاتعرفين كم ! لا يمكنك ان تعرفي ..

    تشربان الشاي وتتوسل صبحة الى رتيبة ‘ ان
    تأكل شيئا انها لا تأكل لقد نحلت كثيرا وزاد شحوب وجهها لعل الاحتمال بدأ
    ينفذ ‘ وان السنين بدأت تعمل عملها وبدأ الشيب الابيض يظهر بين مفارق
    شعرها ‘ انها تكبر‘ تكبر ولا من خبر تأتي به الريح اليها ‘ او مع امواج
    البحر اللاهثة ..

    في صباح شتائي كئيب وقد اكتسب المكان
    والزمان لوناً رماديا كان باب بيت رتيبة مفتوحا ‘ يصر صريرا منتظما بفعل
    الرياح ولم تكن في الدار! كانت صاحبتها صبحة تدور في زوايا البيت ‘ كل شيء
    مرتب ونظيف والشاي على النار يغلي وثمة قطع من الخبز وجبنة وثوب قديم ملقى
    على الفراش .

    أطفأت صبحة النار ورفعت ابريق الشاي وخرجت وهي تتساءل :
    أين انت يا رتيبة في هذه الساعة المبكرة ؟
    ومضى النهار ولا أثر لرتيبة... !

    في المساء كان بعض
    الصبية يلعبون قرب الشاطئ ‘ واذا بهم يرون امرأة طافية على وجه الماء‘
    وشعرها يغطي وجهها الشمعي ‘ وقربها تطفو ورقة بيضاء تماما ‘ تبدو كرسالة
    محى الماء حروف كلماتها تماما يا للمساء الدامي .. كانت الشمس قد صبغت
    الافق بلون قان
    ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 22, 2024 7:04 am