الرئيسية
أحدث الصور
عدد المساهمات
من طرف . ღ . جزيرة روبن من الظل الى الأضواء . ღ .
11 كلم نحو البحر هي المسافة التي تفصل جزيرة روبن عن ميناء خليج الطاولة في كايب تاون. يبلغ طولها حوالي ثلاث كيلومترات وعرضها 2 كلم. ورغم أنها أصبحت في أيامنا هذه مصنفة من قبل أونيسكو كإرث عالمي ومعلما من المعالم التي تستقطب الكثير من السياح، كانت جزيرة روبن في القرن السابع عشر مركزا لعزل السجناء، بينهم رئيسا جنوب أفريقيا السابقان كجاليما موتلانثي، والأكثر شهرة نيلسون مانديلا.
خلال سبعة من الأعوام ال18 التي أمضاها مانديلا على الجزيرة، كان إتحاد ماكانا لكرة القدم فاعلا. "ماكانا" هو قائد قبيلة وكان من أول السجناء السياسيين الذين إحتجزوا في جزيرة روبن بسبب رفضه للاستعمار. "يديره السجناء من أجل السجناء"، تقيد إتحاد ماكانا حصرا بقوانين FIFA للعبة - لأنه كان من الكتب الوحيدة الموجودة في مكتبة السجن خلال تلك الفترة.
كرة القدم لم تكن وحسب متنفسا من العذاب الجسدي والنفسي الناتج عن السجن. لقد علمت الرجال مفهومي الإنضباط والغاية. وكان السجناء منقسمين سابقا إستنادا الى ولائهم السياسي إن كان لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي أو مؤتمر عموم أفريقيا، لكنهم وضعوا ذلك جانبا وإجتمعوا من أجل إدارة إتحاد كرة القدم. والأمر الأهم هو أن كرة القدم منحت السجناء مساحة حيوية خاصة بهم: وسيلة لإظهار أن بإمكانهم أن يحكموا أنفسهم، وبالتالي البلاد. وهذا ما فعلوه، إذ أن العديد من الذين عملوا على إدارة وتنظيم كرة القدم في جزيرة روبن وصلوا الى مراكز السلطة، بينهم الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا ياكوب زوما (الذي كان أحد حكام الدوري)، وموسيووا ليكوتا رئيس كونجرس حزب الشعب ووزير الدفاع السابق.
قوة كرة القدم التوحيدية
توكيو سيكسوايل، الذي ساهم في صك الدستور الجديد لجنوب أفريقيا عام 2004 وأحد أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم FIFA، كان ايضا من الرموز الفاعلة في إتحاد ماكانا.
"كرة القدم أبقتنا على قيد الحياة"، هذا ما قاله سيكسويل لFIFA.com، مضيفا "كل شيء كان ممنوعا على جزيرة روبن، لكننا كنا نهرب كتاب قوانين FIFA خلسة. وكان لدينا حتى حكاما "محترفين" ولجان إنضباط مناسبة. قسمت الفرق إستنادا الى ولائها السياسي. كنا نلغي المباراة في بعض الأيام إذا كان مؤتمر عموم افريقيا غاضبا. لكن إتحاد مكانا لكرة القدم كان وسيلة لتوحيدنا جميعا. تخطى كافة الحواجز السياسية. أدركنا أنه كان وسيلة هامة من أجل تضامننا، وحدتنا وتعاوننا".
"إستعمل السجناء أي مواد تمكنوا من وضع أيديهم عليها من أجل صنع الكرة. لعبنا بما كان متوفرا وشبكة المرمى كانت مصنوعة من شباك صيد حقيقية جرفتها الأمواج الى الجزيرة. طلبنا الإذن لكي نسحبها (الشباك) عن الشاطىء. بحلول الوقت الذي جئت فيها الى جزيرة روبن، كان إتحاد ماكانا حقق العديد من الخطوات. بعد عدد من الإحتجاجات، نجحنا في نهاية المطاف في الحصول على أول كرة فعلية خاصة بنا. إستغرق الأمر سنوات، لكن في نهاية المطاف سمح لجودي بأن يزودنا بالعتاد المناسب، بالأحذية المزودة بالمسامير، والكرات، والعتاد المناسب وحتى صافرات الحكام. وحينها، كان عليك أن ترى المباريات!".
الإعتراف والولادة من جديد
في ذروته، كان الإتحاد يدير ثلاثة دوريات، مع فرق متنافسة من تسعة أندية مختلفة. لكن، هؤلاء الذين كانوا يعتبرون من السجناء الهامين في جزيرة روبن، مثل مانديلا، وولتر سيسولو وأحمد كاثرادا، منعوا من المشاركة أو مشاهدة المباريات التي نظمت. وفي الواقع أن السلطات السجن بنت حائطا من أجل حجب الرؤية عن مانديلا ما أن عرفت أن بإستطاعته مشاهدة المباريات من زنزانته في القسم الإنفرادي.
بسبب إلتزامه بالنظام الأساسي FIFA ولأنه، وبحسب كلمات رئيس FIFA جوزف س. بلاتر، كان "رمزا قويا لمعركة FIFA من أجل إستئصال العنصرية وكل أشكال التمييز العنصري من كرة القدم والرياضة"، منح إتحاد ماكانا في يوليو/تموز 2007 صفة عضو إتحادي شرفي.
كرة القدم ستلعب مرة أخرى دورا رئيسيا في حياة جزيرة روبن حيث تجتمع اللجنة التنفيذية لFIFA في الجزيرة يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2009 لمناقشة القضايا الهامة التي تؤثر في لعبة كرة القدم. وهذا الإجتماع سيسبق سحب القرعة النهائية لكأس العالم 2010 FIFA الذي سيقام في مركز المؤتمرات الدولي في كايب تاون (CTICC) في 4 ديسمبر/كانون الأول.
يمكن القول أن اللجنة التنفيذية لم تجتمع يوما في مكان أكثر أهمية ورمزية. ما كان في السابق جزيرة النفي والسجن هو اليوم رمزا للتكامل والأمل - إثنان من القيم الأساسية لشعب جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة لأول كأس العالم FIFA في أفريقيا.
11 كلم نحو البحر هي المسافة التي تفصل جزيرة روبن عن ميناء خليج الطاولة في كايب تاون. يبلغ طولها حوالي ثلاث كيلومترات وعرضها 2 كلم. ورغم أنها أصبحت في أيامنا هذه مصنفة من قبل أونيسكو كإرث عالمي ومعلما من المعالم التي تستقطب الكثير من السياح، كانت جزيرة روبن في القرن السابع عشر مركزا لعزل السجناء، بينهم رئيسا جنوب أفريقيا السابقان كجاليما موتلانثي، والأكثر شهرة نيلسون مانديلا.
خلال سبعة من الأعوام ال18 التي أمضاها مانديلا على الجزيرة، كان إتحاد ماكانا لكرة القدم فاعلا. "ماكانا" هو قائد قبيلة وكان من أول السجناء السياسيين الذين إحتجزوا في جزيرة روبن بسبب رفضه للاستعمار. "يديره السجناء من أجل السجناء"، تقيد إتحاد ماكانا حصرا بقوانين FIFA للعبة - لأنه كان من الكتب الوحيدة الموجودة في مكتبة السجن خلال تلك الفترة.
كرة القدم لم تكن وحسب متنفسا من العذاب الجسدي والنفسي الناتج عن السجن. لقد علمت الرجال مفهومي الإنضباط والغاية. وكان السجناء منقسمين سابقا إستنادا الى ولائهم السياسي إن كان لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي أو مؤتمر عموم أفريقيا، لكنهم وضعوا ذلك جانبا وإجتمعوا من أجل إدارة إتحاد كرة القدم. والأمر الأهم هو أن كرة القدم منحت السجناء مساحة حيوية خاصة بهم: وسيلة لإظهار أن بإمكانهم أن يحكموا أنفسهم، وبالتالي البلاد. وهذا ما فعلوه، إذ أن العديد من الذين عملوا على إدارة وتنظيم كرة القدم في جزيرة روبن وصلوا الى مراكز السلطة، بينهم الرئيس الحالي لجنوب أفريقيا ياكوب زوما (الذي كان أحد حكام الدوري)، وموسيووا ليكوتا رئيس كونجرس حزب الشعب ووزير الدفاع السابق.
قوة كرة القدم التوحيدية
توكيو سيكسوايل، الذي ساهم في صك الدستور الجديد لجنوب أفريقيا عام 2004 وأحد أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم FIFA، كان ايضا من الرموز الفاعلة في إتحاد ماكانا.
"كرة القدم أبقتنا على قيد الحياة"، هذا ما قاله سيكسويل لFIFA.com، مضيفا "كل شيء كان ممنوعا على جزيرة روبن، لكننا كنا نهرب كتاب قوانين FIFA خلسة. وكان لدينا حتى حكاما "محترفين" ولجان إنضباط مناسبة. قسمت الفرق إستنادا الى ولائها السياسي. كنا نلغي المباراة في بعض الأيام إذا كان مؤتمر عموم افريقيا غاضبا. لكن إتحاد مكانا لكرة القدم كان وسيلة لتوحيدنا جميعا. تخطى كافة الحواجز السياسية. أدركنا أنه كان وسيلة هامة من أجل تضامننا، وحدتنا وتعاوننا".
"إستعمل السجناء أي مواد تمكنوا من وضع أيديهم عليها من أجل صنع الكرة. لعبنا بما كان متوفرا وشبكة المرمى كانت مصنوعة من شباك صيد حقيقية جرفتها الأمواج الى الجزيرة. طلبنا الإذن لكي نسحبها (الشباك) عن الشاطىء. بحلول الوقت الذي جئت فيها الى جزيرة روبن، كان إتحاد ماكانا حقق العديد من الخطوات. بعد عدد من الإحتجاجات، نجحنا في نهاية المطاف في الحصول على أول كرة فعلية خاصة بنا. إستغرق الأمر سنوات، لكن في نهاية المطاف سمح لجودي بأن يزودنا بالعتاد المناسب، بالأحذية المزودة بالمسامير، والكرات، والعتاد المناسب وحتى صافرات الحكام. وحينها، كان عليك أن ترى المباريات!".
الإعتراف والولادة من جديد
في ذروته، كان الإتحاد يدير ثلاثة دوريات، مع فرق متنافسة من تسعة أندية مختلفة. لكن، هؤلاء الذين كانوا يعتبرون من السجناء الهامين في جزيرة روبن، مثل مانديلا، وولتر سيسولو وأحمد كاثرادا، منعوا من المشاركة أو مشاهدة المباريات التي نظمت. وفي الواقع أن السلطات السجن بنت حائطا من أجل حجب الرؤية عن مانديلا ما أن عرفت أن بإستطاعته مشاهدة المباريات من زنزانته في القسم الإنفرادي.
بسبب إلتزامه بالنظام الأساسي FIFA ولأنه، وبحسب كلمات رئيس FIFA جوزف س. بلاتر، كان "رمزا قويا لمعركة FIFA من أجل إستئصال العنصرية وكل أشكال التمييز العنصري من كرة القدم والرياضة"، منح إتحاد ماكانا في يوليو/تموز 2007 صفة عضو إتحادي شرفي.
كرة القدم ستلعب مرة أخرى دورا رئيسيا في حياة جزيرة روبن حيث تجتمع اللجنة التنفيذية لFIFA في الجزيرة يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2009 لمناقشة القضايا الهامة التي تؤثر في لعبة كرة القدم. وهذا الإجتماع سيسبق سحب القرعة النهائية لكأس العالم 2010 FIFA الذي سيقام في مركز المؤتمرات الدولي في كايب تاون (CTICC) في 4 ديسمبر/كانون الأول.
يمكن القول أن اللجنة التنفيذية لم تجتمع يوما في مكان أكثر أهمية ورمزية. ما كان في السابق جزيرة النفي والسجن هو اليوم رمزا للتكامل والأمل - إثنان من القيم الأساسية لشعب جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة لأول كأس العالم FIFA في أفريقيا.
» دعــــاء
» شرح كيفيه دخول رومات الشات عن طريق برنامج النمبز nimbuzz من جهاز الكمبيوتر
» توقف القلم
» معلــــومه+صورة لنتشارك
» رحيلك ياأمي
» اهنيكم بعيدنا الفطر السعيد
» حنظله غسيل الملائكه رضى الله عنه
» اي نوع قلمك ؟؟؟
» ترويض الكلب ( قصيرة )