مشتاقة لرؤياك يا رسول الله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]





واشوقاه

انطلقت رحلتنا ... و كان مطار جدة اول محطات وصولنا ... لم نبق فيها الا ساعتين و لما انتهت الاجراءات في المطار ... توجهت رحلتنا الى المدينة المنورة ... و يا الله ... اشواق القلوب لا تزال معلقة لرؤية الحرم المدني و زيارة الروضة المشرفة ... و بعد حوالي سبع ساعات مسير بالحافلة وصلنا الى المدينة المنورة .. وضعنا ارجلنا على اطهر بقاع الارض بعد مكة المكرمة ... لم اصدق نفسي انني اسير في مكان سار فيه النبي صلى الله عليه وسلم ... كنت تائهة و مشتتة لرؤية المسجد النبوي ... و يا الله على القبة الخضراء التي زادت جمالا للمسجد النبوي ... صلينا الظهر و توجهنا الى احد الابواب لنزور منه قبر النبي صلى الله عليه وسلم و قبر صاحبيه ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب ... كان النساء كثير و كانت كل اخت تريد ان تصلي في ما بين المقام و المنبر .... حاولت ان اصل لهناك و لكن دون جدوى ... امي صلت الركعتين و اختي ... لكن انا قررت ان لا اصليهما الا في الروضة المباركة ... و الحمد لله يسر الله لي الصلاة فيها ...
و قد شعرت انها اول صلاة لي في حياتي فلم اشعر بطعم اروع و الذ و اسعد من تلك الركعتين ... و بعد ان انهيت الصلاة وقفت ادعوا و كنت بحاجة لذلك الدعاء و هو السلام على خير خلق الله و مع اول كلمة السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نَبِيَّ الله السلام عليك يا خيرة خلْق الله ... ضاعت مني الكلمات و لم اقدر ان اكمل دموعي جفت كانت نفسي تقول : خطوات فقط بينك و بين قبر النبي ... اي حلم هذا ؟ كنت اقول يا رسول الله ها انا ذا واقفة و تفصلني عنك خطوات ... انا في حنين و شوق الى لقائك ... لابد ان اكمل السلام عليك لكنني يا رسول الله قلبي سينفطر من البكاء ... هل سألقاك ؟ و تشجعت مرة اخرى لاكمل السلام عليك يا حبيب الله ، السلام عليك يا نذير ، السلام عليك يا بشير ، السلام عليك يا طُهْر السلام ، السلام عليك يا نبِيَّ الرحمة ، السلام عليك يا نبِيَّ الأمة السلام عليك يا أبا القاسم ، السلام عليك يا رسول ربِّ العالمين ، السلام عليك يا سيِّد المرسلين ويا خاتم النَبِيِّين ، السلام عليك يا خير الخلائق أجْمعين ، السلام عليك يا قائِد الغرّ الميامين السلام عليك وعلى آل بيْتك وأزواجك وذُرِّيَّتِك وأصْحابك أجْمعين ، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء وجميع عباد الله الصالحين ........ و لكن لما وصلت الى جزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبِيًّا عن أُمَّتِه عجزت عجزا ... في تلك اللحظات وجدت نفسي انني وسط اكثر من مائة امراة و بكاؤهم يعلو كل ما قلت كلمة ... و لما انهيت الدعاء ... كل اخت جاءت تسلم علي و يقبلوا في يدي و هم يثنوا على الدعاء ... لكن انا ما كنت اشعر بهذا ... كنت اشعر انني مكلفة باهم من هذا و هو دعوة كل مسلم على وجه الارض اقتداء بسيرة نبيينا صلى الله عليه وسلم ... عهدت فيها النبي صلى الله عليه وسلم ان اهب نفسي لله ... و بعد ان اكملت السلام على صاحبي رسول الله ... خرجنا من الروضة المباركة ...
كنت اسير و عقلي و افكار و نفسي تردد : الى الله ... مع الله ... سابدا حياة اهبها كلها لله و قدوتي فيها خير خلق الله


يا خير من دُفِنَتْ بالقـاع أعْظمه **** فطاب من طيبِهِنَّ القاع و الأكــمُ
نفسي الفداء لِقَبْر أنـت ساكنـه **** فيه العفاف وفيه الجود و الكــرم
أنت الشَّفيعُ الذي تُرْجى شفاعته **** على الصِّراط إذا ما زَلَّت القـــدمُ
وصاحِباك فلا أنْساهما أبـــداً **** مِنِّي السلام عليكم ما جرى القلـم